تغيرت الموازين في العام الماضي، فشركة آبل لم تعد الكيان المسيطر المُبتكر ومايكروسوفت عادت للسباق بأجهزة سيرفس الجديدة وسامسونج تُصدم بكارثة انفجار واحتراق بطارية هاتف نوت 7. في الحقيقة 2016 ذهب حاملاً مجموعة من المفاجأت في سوق الأجهزة الإلكترونية، ولا تنسى هاتف جوجل الأخير “بيكسل” ليصبح نداً لآجهزة آيفون ومنافساً قوياً في المستقبل.

ويظهر من مقارنة آبل بالشركات الأخرى أنها بدأت في الإنحدار بمستواها شيئأ فشيئ، الجميع يسعى للإبتكار والتطوير في سوق الأجهزة الإلكترونية ومجال التكنولوجيا، لماذا؟ -لبيع المزيد من الأجهزة بالتأكيد وجذب المستهلك وزيادة عدد المستخدمين، ومن ثم ارتفاع نسبة المبيعات والأرباح. معادلة سهلة أليس كذلك؟  -لكن من المحتمل فشل آبل في حلها وسوف تظهر النتيجة في الشهور المقبلة، بالرغم من سهولة التنبؤ بها بمساعدة أكثر من دليل.

آبل فقدت مهارتها في إبهار المستهلك وبخاصة المستخدمين الأوفياء لسنين

 

ماك-بوك الجديد أنحف قليلاً مع الكثير من التعقيدات

عودت آبل مستخدميها على الإبتكار والتميز وانا واحد منهم، فدائما ما كانت تأتي بكل جديد وتدهش السوق الحديث بمنتجاتها كل عام. ولكن الأمر بدأ يقل تدريجياً حتى أصبح ملحوظ وظاهراً للجميع، وبمجرد النظر لآخر منتجات آبل “ماك بوك برو” ترى التحديث فيها لا يحتوي على عنصر الإبتكار أو الأهمية بل يرى العديد من المستخدمين الأفضلية للأجهزة السابقة

ويرجع السبب إلى حذف مُدخل بطاقة الذاكرة الخارجي الذي يستخدمه المصورين لنقل الصور من الكاميرا إلى الماك والعكس، أما الآن تحتوى أجهزة الماك بوك برو الجديدة على مُدخل USB-C والذي يجبرك على استخدام الوصلات لإستخدام أي من الأجهزة الخارجية مثل بطاقة الذاكرة الخارجية والكثير من الأجهزة الأخرى التي لا تدعم USB-C. وعند النظر في التطوير الذي قد يجذبك لغض النظر عن هذه التعقيدات تجد التحديثات غير مرضية إطلاقاً!

الماك بوك برو أصبح انحف قليلاً، ووضع شاشة مُصغرة داخل لوحة المفاتيح بدلاً من الأزرار، وتكبير لوحة اللمس. هل ترى هذه التحديثات سبباً لشراء ماك بوك جديد؟ -بالطبع لا، بالإتفاق مع مجموعة كبيرة من مُستخدميه. وبات هناك العديد من التعقيدات التي تضجر المستخدم، وتجبره على حمل الوصلات اينما ذهب.

وبمقارنة آبل بمايكروسوفت، قامت شركة مايكروسوفت بمؤتمر قبل آبل بيوم واحد للكشف عن جاهز سيرفس بوك وسرفس ستديو. وبعد أنتهاء المؤتمرين نُشرت تغريدات على تويتر إعجاب بشركة مايكروسوفت وإطلاق عليها لقب “آبل الجديدة” بجانب بعض التغريدات المعادية لآبل بسبب افتقار منتجاتها لعنصر الإبتكار.

جهاز سيرفس ستديو على سبيل المثال نال إعجاب جميع المصممين والمستخدمين المحترفين بما فيهم مستخدمين آي-ماك، والجدير بالذكر أن النسبة الأكبر من مستخدمين أجهزة آبل باهظة الثمن هم من المصممين والمصورين وآبل على وشك خسارتهم.

ما أعجب به الجميع بجهاز سيرفس ستديو الجديد هو بالتأكيد الإبتكار، حيث ابدعت مايكروسوفت هنا بتزويد القلم الموجود في سيرفس-بوك وعنصر الدهشة والمفاجأة بدأت بكشف مايكروسوفت عن سيرفيس-ديل والذي يُستخدم مع القلم لإعطاء المصمم التجربة المطلقة، بالإضافة لإمكانية التحكم في زوايا الجهاز لاستخدام في اكثر من وضع مثل جهاز لوحي مكتبي كبير بعض الشيء.

آيفون القادم قد لا يكون كما تريد!

في شهر سبتمبر القادم يكون قد مضى عشرة اعوام على ظهور آيفون للعالم، وآبل تريد هذا الحدث تاريخياً. في البداية حين قرأت مقالات عن هذا الحدث أصبحت شغوفاً بمعرفة كيف تخطط آبل لإدهاش الجميع، ولكن بمرور الوقت اختفى هذا الشعور! -في اواخر العام الماضي قامت آبل بتسجيل حقوق الملكية لتقنية التعرف على بصمة اليد من أي مكان بالشاشة، واستنتج الجميع أنها تحضر لهذه التقنية -التي لم يراها العالم من قبل- لتضعها في هواتف آيفون القادمة لتهيئة الحدث بمرور عشرة اعوام على إنتاج آيفون.

آبل فقدت قدرتها على إبهار المُستهلك وتسير في الطريق الخاطيء 4

ما الخطب إذن؟ المشكلة هنا تكمن في تأخر آبل بدعم التقنيات الموجودة بالفعل في هواتف الشركات الأخرى حيث تم تسريب في الماضي يفيد نية الشركة بدعم شاشات OLED والتي تعطي ألوان سوداء أفضل مع الحفاظ على عمر بطارية الهاتف، شاشة OLED بالفعل على هواتف سامسونج وهواوي وإل-جي والجميع! -آبل احتفالاً بمرور عشرة اعوام على آيفون تريد تزويده بتقنية متوفرة منذ سنين في هواتف المنافسين.

التسريب الأخير من جريدة WSJ يوضح قيام آبل بالإنتقال إلى USB-C بدلاً من مُدخل lightning، ومن جديد هذه المواصفات متوفرة على هواتف السوق منذ فترة كبيرة، بالإضافة إلى المشكلات التي تضر شركات إنتاج الملحقات هاتف آيفون حيث أدى حذف مدخل الصوت في آيفون 7 لإنتقال هذه الشركات إلى صناعة ملحقات صوتية جديدة لتدعمه ودعم مُدخل Lightning، فهل من الممكن انتقال هذه الشركات من جديد إلى صناعة سماعات لتدعم USB-C بعد مرور عام فقط؟

آبل عودت الجميع أنها دائماً الأولى في السباق أما الآن، ولكن ما أراه الآن ليست إلا شركة تحاول مجاراة الشركات الأخري من حيث الإبداع والتطوير. يبقى علينا الإنتظار لنرى هاتف آيفون القادم لنعرف كيف تفكر آبل في صناعة مستقبل الهواتف الذكية وهل تحافظ على مكانتها أم يتجاوها منافس آخر! سنكون هناك لنبغلك بكل جديد ومتابعة آخر التطورات أول بأول. لا تنسى الإشتراك في خدمة البريد الإلكتروني ليصلك أهم المقالات من تمر هندي.

آخر تحديث: أكتوبر 13, 2019

الوسم: