العفن هو نوع من الفطريات؛ كائن مثل النباتات لكن لا يستخدم التمثيل الضوئي لإنتاج الغذاء، ويحصل عليه مباشرة من محيطه. يمكن للعفن عرض نفسه في مجموعة متنوعة من الألوان، مثل الغطاء الأخضر وهو المألوف وغالبًا يظهر على الخبز أو الفاكهة، لكن هذا يرجع فقط إلى الجزء التناسلي لهذا الكائن الحي. الجزء الرئيسي للفطر يتكون من شبكة رقيقة وشفافة من الخيوط وهي أقل وضوحًا بكثير.
يمكن لهذه الفطريات النمو على مجموعة متنوعة من المواد، بما في ذلك التربة وأجزاء النبات المتدهورة والمواد الغذائية والأقمشة، والجدران. تتكاثر هذه الفطريات عبر الإفراج عن أعداد هائلة من الجراثيم الصغيرة القوية للغاية حيث تتحمل الحرارة والبرودة. على الرغم أنّ العفن يمكن أن يكون مصدر إزعاج، وأحيانًا خطر على الصحة، إلّا أنّه يمكن أن يصبح مفيدًا ويشكل مصدر مهم للمضادات الحيوية والأدوية، كما يدخل في إنتاج بعض الأغذية.
العفن في المنزل
عاش البشر مع العفن لملايين السنين، لكن في البيئة المحلية الحديثة يمكن أن يسبب مشاكل. النوع الأسود الذي يتشكل على الأسطح الرطبة مثل جدران الحمام يمكن أن تسبب ضررًا على البيئة. كما أن الكميات الكبيرة منه والتي تنتقل جوًا يمكن أن تتسبب في مجموعة من الأعراض غير السارة. بعض الناس لديهم حساسية من هذه الفطريات، ويمكن أن تعرضهم للسعال والعطس وتهيج العين والطفح الجلدي. كما أن الناس التي تعاني من الربو يمكن أن تواجههم مشاكل أكثر خطورة مثل صعوبة التنفس.
الجراثيم موجودة باستمرار في الغلاف الجوي، والقليل فقط هو ما يمكننا فعله حيالهم. مع ذلك، فإنّ التركيز المنخفض منها في الهواء لا يشكّل تهديد مباشر. أمّا إن تم إنتاجها في بيئة مغلقة ومساحة داخلية يمكن أن يكون لها آثار صحية سلبية. وفي حين أنّ الجراثيم يمكنها تحمُّل الظروف القاسية، الفطريات تتطلب رطوبة ودرجة معينة من الحرارة للنمو، لذا المناطق الرطبة في المنزل مثالية بالنسبة إليهم، وخصوصًا إذا كانت هذه المناطق لا تتعرض للتهوية أو الشمس، لذا أغلب الوقت تجدها في الحمامات والطوابق السفلية من المنزل.
التعامل مع العفن
إذا كان مالك المنزل يحاول التعامل مع مشاكل العفن بنفسه، من مصلحته الاستثمار في نوع من أقنعة الوجه لتجنب استنشاق الجسيمات والجراثيم. القناع الطبي خيار مثالي للحفاظ على الرئتين من استنشاق الغبار المنتشر، كما أنّ ارتداء قميص بأكمام طويلة وسراويل طويلة يُكمّل الزي الواقي.
يمكن إزالة العفن عبر تنقية المنطقة المصابة بالماء الدافئ والمنظفات، ثم تركها لتجف. ويوصى بخطوة إضافية لتطهير المنطقة بعد ذلك عبر محلول مكون من 3,8 لتر من الماء مع 60 ملليلتر من المبيض ومن ثم السماح للمنطقة بالجفاف باستخدام الهواء الجاف. يمكن تكرار هذه الخطوة لضمان التخلص من العفن في جميع المناطق. هناك أيضًا بعض المنتجات التجارية التي يمكن استخدامها.
للحصول على حل دائم لمشكلة العفن، يجب القضاء على مصدر الرطوبة. السبب الأكثر شيوعًا للرطوبة هو ارتفاع نسبة الرطوبة في أماكن مثل الحمامات أو المطابخ في بعض الأحيان، ونتيجة تعليق الملابس الرطبة حتى تجف في الداخل. وتشمل الحلول تحسين التهوية وأجهزة إزالة الرطوبة وتكييف الهواء وتجفيف الملابس في الهواء الطلق.
استخدامات العفن
السموم التي تنتجها بعض أنواع العفن تعتبر فعّالة جدًا في قتل البكتيريا، وأدى هذا إلى تطوير المضادات الحيوية، كما كان أول سبب لاكتشاف البنسلين في عام 1928. كما أحدث العفن ثورة في علاج العديد من الأمراض المعدية ومنذ ذلك الحين تم الحصول على عدد من المركّبات الأخرى ذات الاهتمامات الطبية من هذه الفطريات.
تستخدم بعض الأنواع أيضًا في صناعة المواد الغذائية. فهي ضرورية لأنواع كثيرة من الجبن، مثل جبن الكممبير وستليتون. إنتاج صلصة الصويا أيضًا يعتمد في مرحلة مبكرة على نمو نوع من العفن على المواد الخام.
