بدون شك لا يوجد أحد على وجه الأرض تقريبًا لا يعلم بوجود القائد العسكري الفرنسي نابليون بونابرت، فهذا الرجل -على الرغم من قصر قامته- استطاع تحقيق نجاحات كبيرة وفتوحات في العديد من المناطق حول العالم، وفي هذا المقال القصير سنستعرض بعض الصور التي تشرح لماذا يُعتبر واحدًا من أحد أعظم المبتكرين عسكريًا على مدار التاريخ.

قام نابليون بونابرت بتنظيم جيشه الضخم في فيالق متعددة يحتوي كلًا منها على 25,000 رجل، يحتوي كل فيلق على عدد متوازن من المشاه، والمدفعية، والفرسان، والعاملين في المجال الطبي، وغيرهم من الفرق.

كل فيلق من هذه الفيالق يستطيع القتال بشكل مستقل تحت قيادة مارشال فرنسي، فقد كان ضباط الخط الأمامي بمقدورهم اتخاذ القرارات لحظيًا، دون الحاجة إلى الرجوع للقيادة المركزية، على عكس أعداء فرنسا في هذا الوقت.

كان نابليون بونابرت يقوم بترقية الضباط بناء على الكفاءة والجدارة في القتال وليس النسب والحسب، وعلى الرغم من قيام العديد من القادة الآخرون بتنفيذ نفس الطريقة، إلّا أنّها كانت ثورية في عهد نابليون.

واستطاع نابليون بونابرت تنفيذ مفهوم “الأمة في حالة قتال” على أكمل وجه، وفي هذا المفهوم يضم الجيش عدد هائل من المدنيين، عوضًا عن الحملات أو جيش صغير من المحترفين.

أنشأ نابليون بونابرت شبكة ممتازة من الاستخبارات، وانتشر جواسيس هذه الشبكة حول أوروبا كلها ومن خلالهم استطاع نابليون تحقيق دعاية ممتازة.

على الصعيد الشخصي، كان نابليون مختصًا في المدفعية، وفارس مغوار يفهم التضاريس بامتياز، كما كان أحد أفضل مُتخذي القرار اللحظي حتى في أعنف لحظات المعارك، فقد كان يتوقع التحركات العسكرية من أعدائه.

استطاع نابليون خداع أعدائه وكان قادرًا على تحريك القوات الفرنسية أسرع من أي وقت مضى في أوروبا، وكان يُدقق في كل تفصيلة بمركز القيادة أو أرض المعركة، وعُرف عنه العمل لساعات طويلة بدون نوم، سواء قبل أو أثناء المعارك، وعندما كان يتعب من السهر الطويل كان ينام في أرض المعركة تحت أصوات قصف المدفعية، وهو واحد من الجنرالات الذين عُرف عنهم النوم في أرض المعركة.

وكان نابليون بونابرت جينرال أفضل كثيرًا من الأرستقراطيين الذين هزمهم في المعارك التي خاضها، وكان يملك جيش، وتكتيك، وروح معنوية أعلى وأفضل.

في النهاية، استطاع أعداء نابليون تطوير أنفسهم واستخدام نفس التحديثات التي أجراها على الجيش الفرنسي، كما أنّ نابليون نفسه تحوّل إلى ديكتاتور تمامًا مثل الملوك الذين عاداهم في البداية. لكنّه يظل واحدًا من الأفضل على مدار التاريخ، ويكفي أنّ عدد المعارك التي فاز فيها تزيد عن الاسكندر الأكبر، وهانيبال، وخوليوس سيزار، وفريدريك العظيم مجتمعين.