مثل الكربوهيدرات، غالباً ما يرتبط وجود الدهون في النظام الغذائي مع زيادة الوزن، ولكن العلاقة بين الدهون الثلاثية والهضم مختلفة بعض الشيء، حيث أن الدهون عنصر غذائي أساسي، ويجب أن تحتوي السعرات الحرارية اليومية على مقدار يتراوح بين 20 إلى 35 في المائة من الدهون.

يجدر بالذكر أيضاً أن معظم الدهون التي يستهلكها الإنسان هي الدهون الثلاثية وللحصول على ما يحتاجه الجسم من الدهون الثلاثية من الطعام الذي يتناوله الفرد، يجب أن يمر الجسم بعملية هضمية من خطوتين تتضمن الاستحلاب وهضم الإنزيمات.

الدهون الثلاثية في الطعام

من أجل صحة جيدة، من الأفضل تناول المزيد من الدهون غير المشبعة – الدهون الأحادية والمتعددة غير المشبعة – الموجودة في أطعمة مثل زيت الزيتون، والأفوكادو، والمكسرات، والأسماك الغنية بالدهون، بدلاً من الدهون المشبعة الموجودة في الحليب كامل الدسم، والزبدة.

ثمرة أفوكادو

يجدر بالذكر أن كلاً من الدهون المشبعة وغير المشبعة هي من الدهون الثلاثية، وكيميائياً يتكون ثلاثي الجلسريد من الجليسرول مع سلسلة الأحماض الدهنية التي تتعلق على كلاً من الكاربونات الثلاثة.

استحلاب الدهون الثلاثية

وفي إطار الحديث حول العلاقة بين الدهون الثلاثية والهضم يجب العلم أن الدهون الثلاثية غير قابلة للذوبان، مما يعني أنها لا يمكن أن تختلط بالماء، لهذا فإن الجسم قبل أن يتمكن من هضم الدهون الثلاثية الموجودة في الأطعمة التي تتناولها، يجب عليه أولاً القيام بعملية الاستحلاب، التي تجعل الدهون قابلة للذوبان في الماء.

يتم هذا من خلال الأحماض الصفراوية التي تحتوي على مواد تتضمن الكوليسترول ويتم إنتاجها بواسطة الكبد، ولديها القدرة على الاختلاط مع الماء والدهون وإلحاق نفسها بجزئ ثلاثي الجلسريد لجعله أكثر قابلية للذوبان.

كسر جزئ الدهون الثلاثية

بمجرد استحلاب الدهون الثلاثية، فإنها يمكن أن تخضع للتحلل المائي، مما يعني أن بالإمكان تقسيمها إلى قطع أصغر.

يقوم ليباز البنكرياس – إنزيم قابل للذوبان في الماء – بشق اثنين من سلاسل الأحماض الدهنية تاركاً سلسلة واحدة من الأحماض الدهنية على الجليسرول، وتعرف باسم المونوجلسريد.

تتجمع الأحماض الدهنية المتحررة والمونوجلسريد معاً لتشكيل المذيلات، التي يتم امتصاصها من خلال الأمعاء الدقيقة وتبدأ في الدخول للخلايا.

ماذا بعد؟

بعد الانتهاء من الخطوات السابقة بين الدهون الثلاثية والهضم وبمجرد الدخول إلى الخلايا، تأخذ الشبكة الإندوبلازمية أحادي الجلسريد والأحماض الدهنية المتحررة وتعيد عمل ثلاثي الجلسريد، وتعمل هذه الدهون كمصدر طاقة للخلايا.

لكن إذا كان الجسم يحتوي على كمية من الدهون الثلاثية تتخطى احتياجه للطاقة، يتم تخزين الإضافات على شكل دهون لاستخدامها لاحقاً.

ويمكن أن يرتفع مستوى الدهون الثلاثية في الجسم عن طريق تناول سعرات حرارية أكثر مما يحتاجه الجسم، حيث يتم تحويل هذه السعرات إلى ثلاثي الجلسريد وتخزينها كدهون.

وارتفاع مستويات الدهون الثلاثية لا يؤدي فقط إلى زيادة الوزن، ولكن أيضاً إلى زيادة خطر الإصابة بالسكري، أو أمراض القلب. لذا يجب عليك مراقبة مستويات الدهون والسعرات الحرارية التي تدخل جسمك للحفاظ على صحتك.

التصنيف:

صحة,

آخر تحديث: نوفمبر 25, 2019