قبل أن تستبق الأحداث دعني أسألك سؤال واحد: كم من الأشياء التي تقوم بالتفكير فيها يومياً؟ حسناً، كم من هذه الأشياء ذو أهمية قصوى للتفكير والتعمُّق بها؟ في 99% من الحالات ستكون إجابة السؤال الثاني منخفضة.

مع تسارع نمط الحياة التي نعيشها اليوم، أصبحنا نقلق ونُفكّر بأشياء لم تكن لها أهمية في الماضي، بدءاً من البيئة الاجتماعية المحيطة وصولاً إلى بيئة العمل نفسها، وفي كثير من الحالات يكون هذا القلق مرهق للعقل للدرجة التي تبتعد به عن الأشياء الأكثر أهمية والتي يجب التفكُّر بها فعلاً.

يُشير الباحثون إلى هذه الحالة بأن تكون في داخل دماغك أو بمعنى آخر أن يكون دماغك هو الذي يسيطر على تفكيرك وليس أنت.

في الفلسفة البراجماتية العكس هو الصحيح، حيث يتم تعريف العقل بأنّه أداة يجب استخدامها كي تعمل من أجلك، لا أن تعمل ضدك، وهؤلاء الذين لا يتحكمون بمجرى التفكير في عقولهم لا يعتقدون أنّه من الممكن القيام بذلك.

دعني أذكر لك مثالاً في الصلاة؛ إذا كنت تشرد كثيراً أثناء الصلاة وتُفكّر في الكثير من الأشياء -غير العبادة نفسها- فأنت لا تملك السيطرة على عقلك، لذا يمكنك التدرّب على الصلاة أولاً بالتركيز فيها وإجبار العقل على المثول للخالق، لتُصبح بعد ذلك السيطرة على العقل في الأمور الدنيوية أسهل بكثير.

كما أنّ عدم السيطرة على العقل وتفكيره تضيع منك فرصة التأمل في الكون من حولك، هل لاحظت شروق الشمس أو غروبها اليوم؟ أو اهتممت بالمطر في الشتاء؟ هل لاحظت رائحة القهوة وأنت تحتسيها مثلاً؟ أعتقد بنسبة كبيرة ستكون الإجابة هي لا.

أنت تضيع الكثير على نفسك، حاول التغيير من وقت قرائتك هذا الموضوع وتذكّر بأنّ العقل هو الأداة الأكثر قوة على وجه الأرض.

مصدر الصورة: Men’s Health

التصنيف:

حياة,

آخر تحديث: سبتمبر 5, 2017