أظهرت دراسة جديدة أن تناول الأسماك والمأكولات البحرية الغنية بأحماض أوميجا 3 الدهنية المتعددة غير المشبعة على الأقل مرة في الأسبوع، أو مرة إلى ثلاث مرات في الشهر، مع تناول مكملات زيت السمك يومياً قد يُقلل من خطر التصلب المتعدد.

يُشير الباحثون إلى أن النتائج تؤكد على الثقة في أن أوميجا 3 قد تكون وراء هذا التأثير الوقائي المرصود في مرض التصلب العصبي المتعدد.

ودرس الباحثون 1153 مريضاً مصاباً بمرض التصلب العصبي المتعدد، وقاموا بمطابقة الضوابط من دراسة صن شاين للتصلب المتعدد.

وجدوا انخفاض في خطر الإصابة بمرض التصلب المتعدد بنسبة 45% بين أولئك الذين يتناولون كميات كبيرة من السمك، ويستهلكون مكملات زيت السمك يومياً.

وجاءت هذه النسبة بالمقارنة مع المرضى الذين تناولوا الأسماك أقل من مرة واحدة شهرياً.

وصرّحت الطبيبة أنيت لانغر غولد لصحيفة ميدسكيب الطبية “معظم الدراسات السابقة تناولت الأسماك أو المأكولات البحرية، لكننا تناولنا ايضاً استخدام مكملات زيت السمك”.

ومن المتوقع أن يتم تقديم البحث في 26 أبريل القادم في الاجتماع السنوي القادم للأكاديمية الأمريكية لعلوم الأعصاب 2018 في لوس أنجلوس الأمريكية.

ثقة أكبر

نظر الباحثون أيضاً في تأثير الأحماض الدهنية أوميجا 3 على الجينات، ووجدوا أنّها ترتبط مع تقليل خطر التصلب المتعدد، حتى بعد استهلاك كميات كبيرة من الأسماك.

وتُعطي هذه النتائج ثقة أكبر في أن أوميجا 3 تُعطي الفائدة المرجوة منها بشكل ممتاز.

بعبارة أخرى، الأشخاص الذين يستهلكون سمك السلمون، أو الروبيان (الجمبري)، أو التونة المعلبة، أو السردين ثلاث مرات أو أكثر شهرياً، من المرجح أن يحصلوا على الفوائد المرجوة من أوميجا 3.

وقالت الطبيبة أنيت “وجدنا أن استهلاك الأسماك، أو المأكولات البحرية، أو زيت السمك يحمي الجسم، ونعتقد أنّ هذه الحماية سببها الأحماض الدهنية أوميجا 3”.

كما تشير الدراسة إلى وجود ارتباط بين ارتفاع نسبة تناول الأسماك ومخاطر الإصابة بمرض التصلب العصبي المتعدد، إلّا أنها ليست علاقة سببية.

وتقول الطبيبة أنّها توصى مرضاها بتناول الأطعمة التي تحتوي على الأحماض الدهنية أوميجا 3، كما توصيهم بالتدريبات الرياضية، والحصول على الكمية الكافية من فيتامين د.

وأشارت أيضاً إلى أن المصدر الأول لأحماض أوميجا 3 الدهنية هو الأسماك، لكن يُمكن للنباتيين والذين ينفرون من الأسماك الحصول عليها من البدائل النباتية.

الآثار الطبية غير واضحة

تعليقاً على النتائج التي توصلت إليها الدراسة، قال نيكولاس لاروكا نائب الرئيس في جمعية التصلب المتعدد الأمريكية، أنّه على الرغم من إظهار الدراسة وجود ارتباط بين أوميجا 3 والتصلب العصبي المتعدد، إلا أن هذا لا يعني بالضرورة أن تكون العلاقة علاقة سبب ونتيجة.

لهذا السبب فإن آثار الأحماض الدهنية أوميجا 3 بشكل طبي على مرض التصلب العصبي المتعدد غير مؤكدة.

وصرّح لاروكا قائلاً “في هذا الوقت، لا يمكن التوصية بهذه العناصر الغذائية للوقاية من مرض التصلب المتعدد”.

وأضاف “ومع ذلك، هناك فوائد صحية أخرى مرتبطة بها يمكن أن تفيد مرضى التصلب المتعدد، لذا يمكن أن تكون جزءاً من نمط حياة صحي للمريض”.

التصنيف:

حياة, صحة,

آخر تحديث: أكتوبر 13, 2019