قد لا تتمكن الأمهات المصابات بالتهاب المفاصل الروماتويدي من حماية أطفالهن من تطوير بعض الحالات المزمنة.

حيث وجدت دراسة حديثة نشرت في “أبحاث الروماتيزم” أن نسل الأمهات المصابات بالتهاب المفاصل الروماتويدي (RA) أثناء الحمل، كان أكثر عُرضة للإصابة بالأمراض المزمنة مقارنة بالأطفال الذين ولدوا لأمهات غير مصابات بالتهاب المفاصل الروماتويدي.

للبحث، تم اختيار 15 نوعاً من الأمراض للمقارنة. ووجد أن النسل الذين كانوا لأمهات مصابات بالتهاب المفاصل الروماتويدي في الرحم كانت معدلات إصاباتهم أعلى خمسة مرات في هذه الأنواع.

كانت أبرز المخاطر تشخيص التهاب المفاصل في مرحلة الطفولة أو المراهقة، والصرع، وأمراض الغدة الدرقية.

كما وجدت أمراض مثل القلق، وأمراض الرئة المزمنة مثل الربو بمعدلات أعلى لدى الأطفال الذين وُلدوا لأم مصابة بالتهاب المفاصل الروماتويدي في الرحم.

ما الذي كشفته الدراسة؟

نظرت هذه الدراسة في سجل جميع الأطفال في الدنمارك الذين ولدوا بين عامي 1989 و2013.

ومن بين هؤلاء الأطفال وصل عدد المُعرضين لمرض التهاب المفاصل الروماتويدي في الرحم 2106 طفل، بينما كان هناك 1.3 مليون طفل لم تكن أمهاتهم مصابات بالالتهاب أثناء الحمل.

ولم يتم تضمين استخدام الدواء، والمعلومات الاجتماعية والاقتصادية في تحليل الباحثين.

على الرغم من أن الارتباط بين التهاب المفاصل لدى الأم والمرض المزمن يبدو واضحاً، فإن التأثيرات البيولوجية كانت غير واضحة، ولم يكن من الممكن استنتاجها من خلال البيانات التي تم الحصول عليها في الدراسة.

ولم يتمكن الباحثون من تحديد إلى أي مدى لعب علم الوراثة والبيئة دوراً في تطور الأمراض المزمنة لدى هؤلاء الأطفال.

جدير بالذكر أن المرض الرئيسي المرتبط بالتهاب المفاصل الروماتويدي لدى الأم، هو في الواقع المرض نفسه لدى الأطفال.

حيث أن الطفل الذي تعرض لرحم الأم المصاب بالتهاب المفاصل الروماتويدي كان أكثر عرضة لخطر الإصابة بالتهاب المفاصل الروماتويدي نفسه، في مرحلة الطفولة أو المراهقة.

ليس حالة وراثية

ولا يُعتبر التهاب المفاصل الروماتويدي حالة وراثية، لكن السبب في الارتباط بين إصابة الأم والطفل به غير معروف بعد.

وتشير الدراسة إلى أنّه قد يكون هناك بالفعل مكوّن وراثي في المرض.

كما أن الأطفال الذين تعرضوا لمرض التهاب المفاصل الروماتويدي في الرحم قد يكونوا أكثر عرضة لتطوير حالات صرع أثناء مرحلة الطفولة أو المراهقة.

وحسب التقارير، تكون لديهم نسبة 61% أكبر للإصابة بالصرع مقارنةً مع الأطفال الذين لم يتعرضوا لأم مصابة بالمرض.

بناء على هذه البيانات، يجب على أطباء الروماتيزم، وطب الأطفال، والآباء أن يكونوا على دراية بالخطر طويل الأجل لأي من هذه الحالات إذا وُلد الطفل لأم مصابة بالتهاب المفاصل الروماتويدي.

ويقل أحد الخبراء أن هذه المعلومات مهمة، لكن يجب القيام بالمزيد من الأبحاث للتوصل إلى طرق لمساعدة الأمهات في هذه الحالة.

حيث قال الدكتور تشارلز ويفر – المدير التنفيذي في Cancer Connect، وRAConnection – في تصريح صحافي “إن تأكيد الدراسة على العلاقة بين الأطفال الذين تعرضوا لأم مصابة بالتهاب المفاصل الروماتويدي في الرحم، وتطوّر بعض الأعراض الصحية المزمنة يخلق تحديات مهمة للأطباء المشاركين في علاج النساء اللواتي يعانين من التهاب المفاصل الروماتويدي ويرغبن في تكوين أسرة”.

وكانت بعض الأبحاث السابقة أشارت إلى إمكانية علاج التهاب المفاصل الروماتويدي بواسطة صودا الخبز الموجودة في كل منزل.