من البديهي أن يكون الشخص الذي يُفضّل مشاهدة المواد الإباحية على العلاقة الجنسية لديه مشاكل كبيرة، ونحن هنا كي نتحدث عن الرابط العجيب بين الإباحية والأداء الجنسي.

حيث أنّ الاكتشافات الطبية الحديثة تشير إلى أنّ المشكلات قد تمتد إلى ما هو أكثر من العاطفة، حتى تصل إلى مشاكل بدنية، حيث وجدت الدراسات علاقة مدهشة بين المواد الإباحية والأداء الجنسي الضعيف لدى الذكور.

المواد الإباحية والأداء الجنسي

وفقًا لاستبيان جديد قُدّم في الاجتماع السنوي للجمعية الأمريكية لجراحة المسالك البولية، فإن الرجال الذين يُعتبرون مدمنين على الإباحية كانوا أقل عرضة لممارسة الجنس مع شخص بالغ موافق وأكثر عرضة للمعاناة من ضعف الانتصاب.

شمل الباحثون 312 رجلاً في عيادة المسالك البولية في سان دييغو بين سن 20 و 40 سنة، ووجدوا أن 3.4 بالمائة يفضلون ممارسة العادة السرية على ممارسة الجنس.

يقول الدكتور ماثيو كريستمان، الباحث الرئيسي وأخصائي المسالك البولية في المركز الطبي البحري في سان دييغو، إن فريقه وجد علاقة إحصائية فعلية بين إدمان الإباحية والمشاكل الجنسية.

لماذا هذا مهم؟ كشفت دراسة أجريت عام 2013 في مجلة الطب الجنسي، والتي نظرت إلى بيانات من 439 رجلاً زاروا عيادة خارجية لعلاج ضعف الانتصاب، أن واحداً من كل أربعة من هؤلاء الرجال كان بالفعل دون سن الأربعين.

والأكثر من ذلك، نصف هؤلاء الشباب كانوا يعانون من حالات شديدة من الضعف الجنسي.

يقول الدكتور كريستمان “إن معدلات الأسباب العضوية لضعف الانتصاب في هذه الفئة العمرية [20 إلى 40] منخفضة للغاية، وبالتالي فإن الزيادة في ضعف الانتصاب التي رأيناها مع مرور الوقت لهذه المجموعة تحتاج إلى شرح”.

وعلى الرغم من أن الطبيب وفريقه يعتقدون “أن استخدام المواد الإباحية قد يكون جزءًا واحدًا من هذا اللغز”، إلا أن بياناتهم لا تشير إلى أن إدمان المواد الإباحية هو التفسير الوحيد لهذه الزيادة.

اقرأ أيضاً: ماذا يحدث عندما تتوقف عن ممارسة العادة السرية لمدة أسبوع؟

عوامل مثل المخدرات، والكحول، والتدخين، والسمنة، والقضايا الصحية مثل مرض السكري، وأمراض القلب، يمكن أن تسهم في الضعف الجنسي.

كما أن التوتر والقلق يمكن أيضاً أن يكونا عنصرين فعالين؛ وتدعم الأبحاث الحديثة نظرية أن الشباب يعانون من التوتر والقلق أكثر من أي وقت مضى.

إذن ما الذي يعنيه هذا بالنسبة للنساء، إلى جانب حقيقة أن الضعف الجنسي يؤثر على الأشخاص المعنيين؟ على ما يبدو، الإباحية ليس لها نفس التأثير على النساء كما هو الحال على الرجال.

حيث قام الباحثون بمسح مجموعة من النساء في نفس الفئة العمرية ولم يجدوا أي علاقة بين استخدام الإباحية والخلل الوظيفي الجنسي للإناث.

لكن من المهم الإشارة إلى أن هذه الدراسة لا تزعم أن مشاهدة الإباحية ستؤثر سلبًا على الأداء الجنسي، بل يتطرف بعض الأطباء إلى أنّها تأثيراتها الإيجابية تحدث في بعض الأحيان.

الدكتور جوزيف الوكال، مدير الصحة الإنجابية في جامعة نيويورك، يدعي أن التحفيز البصري غالباً ما يزيد من الإثارة الجنسية لدى كل من الرجال والنساء.

ولكنه يحذر من أنه “عندما يقضي الشخص معظم وقته في مشاهدة المواد الإباحية والاستمناء بها، فمن المحتمل أن يصبح أقل اهتمامًا بالمواجهات الجنسية في العالم الحقيقي”.

اقرأ أيضاً: ليفيترا Levitra: لعلاج الضعف الجنسي عند الرجال

لذلك إذا كنت تواجه مشكلة في الأداء الجنسي، فاعلم أن المشكلة قد تكون نفسية.

“الجنس هو نصف جسمك والنصف الآخر في رأسك، وقد لا يكون مكونًا ماديًا يقود السلوك، ولكنه سلوك نفسي” حسبما يوضح الأوكال.

ويضيف “لهذا السبب، من المهم للأطباء فهم القضايا الأساسية التي تؤدي إلى العجز الجنسي قبل اقتراح خيارات العلاج”.

ويشير أيضًا إلى أن أحد الأسباب التي تجعل مشاهدة المواد الإباحية تؤدي إلى العجز الجنسي لدى الرجال الأصغر سناً والأقل خبرةً هو أنّه التوقعات غير الواقعية.

يقول ألوكال لصحيفة شيكاغو تريبيون “يعتقدون أنهم من المفترض أن يكونوا قادرين على القيام بما يجري في هذه الأفلام، وعندما لا يستطيعون ذلك يكون هناك الكثير من القلق”.

ويحث كل من كريستمان وأوكال الرجال الذين يخشون على نفسهم من إدمان الإباحية بضرورة طلب المساعدة النفسية، بينما نوصي نحن في مجلة تمر هندي بالتقرّب إلى الله والانشغال بما يفيد، وربما حتى الصوم إذا كان الرجل عازباً.

[toggle title=”المراجع” state=”close”] [/toggle]