المناطق الأثرية في السعودية مدائن صالح
تلك المنطقة الوارد ذكرها في القرآن الكريم، للاستشهاد بما حدث لسكانها حينما رفضوا الاستجابة لنبيهم صالح عليه السلام، وكانت تسمى سابقًا (مدينة الحجر)، وتقع في حدود مدينة العلا، إحدى المدن التاريخية التابعة للمدينة المنورة بالمملكة العربية السعودية.
وتتميز بما تضمه من آثار ظلت باقية حتى اليوم للبيوت والأبنية المنحوتة في الجبال السعودية بشكل مذهل لا يمكن تواجده أو إنشائه في العصر الحديث، وقد كان قوم ثمود يعيشون في تلك البيوت بالفعل، وذلك خلال الألفية الثالثة قبل الميلاد (3000 – 2001 سنة قبل الميلاد).
وقد ظلت تلك المدائن خاضعة للسلطات السعودية فقط في حمايتها وصيانتها، حتى أعلنت منظمة اليونيسكو العالمية والمعنية بشئون الآثار والتراث البشري، عام 2008، ضم مدائن صالح إلى قائمة مواقع التراث العالمي، والخاضعة للحماية الدولية كأحد التراث الحضاري للجنس البشري.
جدير بالذكر أن مدائن صالح تحتل موقعاً استراتيجياً، بوجودها على الطريق الرابط بين جنوب شبه الجزيرة العربية في بلاد الرافدين، وبين بلاد الشام ومصر، كما أن ل مدائن صالح وموقعها الجغرافي شهرة تاريخية استمدّها من وقوعها على طريق التجارة القديم، والذي كان يربط مناطق جنوب شبه الجزيرة العربية وبلاد الشام.
وتعد مدائن صالح واحدة من أهم المناطق الحضرية لقوم ثمود أو الأنباط بعد عاصمتهم والتي كانت في مدينة البتراء، فمدائن صالح تحتوي على أكبر مستوطنة جنوبية، لشعب مملكة الأنباط، وذلك بعد مدينة البتراء التي تقع في الأردن، وتفصلها عن مدائن صالح مسافة 500 كيلومتر.
ويعود أبرز الأدوار الحضارية التي لعبتها مدائن صالح إلى الزمين الواقع بين القرن الأول قبل الميلاد والقرن الأول الميلادي، وهي الفترة الزمنية التي شهدت فترة ازدهار الدولة النبطية، قبل أن تنهار حضارتهم وتسقط على يد خصمها اللدود الإمبراطورية الرومانية، عقب الحروب التي دارت بينهما وانتهت عام 106م.