مدغشقر هي دولة جزرية قبالة الساحل الجنوبي الشرقي لأفريقيا، وهي رابع أكبر جزيرة في العالم، وتقدّر مساحتها بحوالي 40٪ أكبر من ولاية كاليفورنيا الأمريكية. وبسبب العدد الهائل من الأنواع النباتية والحيوانية المتوطنة، بما في ذلك 93 نوعاً من الليمور وستة أنواع من شجرة بواباب، تدعى مدغشقر أحيانا “القارة الثامنة”. ويبلغ عدد سكانها الحالي أكثر من 20 مليون نسمة.

تاريخ مدغشقر يبدأ بين 200 و 500 م، عندما وصل البحارة على زوارق على طول الطريق من جنوب شرق آسيا، ويُقال أنّ أصولهم من بورنيو أو جنوب سيليبس. هذه مسافة كبيرة بالطبع، مماثلة لتلك التي تقع بين القدس وبكين. وفي نفس الوقت تقريباً، عبر مستوطنون ميكيا وبانتو من أفريقيا مضيق موزامبيق من أفريقيا إلى مدغشقر.

يبدأ التاريخ المكتوب لمدينة مدغشقر حوالي 700 م، عندما أقام التجار البحريون العرب مراكز تجارية على الساحل الشمالي الشرقي لمدغشقر. في ذلك الوقت، كانت الجزيرة لا يزال يسكنها طيور الفيلة ذات العشرة أقدام والليمور العملاقة. ظهور البيض الضخم لأتواع طيور الفيلة ربما ساهمت في العديد من الأساطير والحكايا مثل سندباد البحار، وجزء من ليلة وليلة العربية. وحتى أنّ هؤلاء البحارة قاموا بجلب البيض من الفيل الطيور إلى بغداد لإثبات وجودها.

في نفس وقت وصول العرب إلى الجزيرة وفي القرون بعدها، بدأ المشايخ الأصليون على الجزيرة في الوصول إلى مراكز السلطة، مع نجاح بعضهم في نهاية المطاف للسيطرة على مناطق واسعة. من المنظور الأوروبي، بدأ تاريخ مدغشقر في عام 1500م، عندما رأى بحار البرتغالي يدعى ديوغو دياس الجزيرة بعد انفصال سفينته عن الأسطول في طريقه إلى الهند، ولاحقاً أطلق عليها اسم جزيرة سانت لورانس لكن هذا الاسم لم يستمر.

في عام 1666، قدم الفرنسيون أنفسهم في تاريخ الجزيرة عندما وصل فرانسوا كارون، المدير العام لشركة الهند الشرقية الفرنسية، إلى الجزيرة. حاول إنشاء مستعمرة هناك لكنه فشل، بدلا من الاستعمار جزر موريتوس القريبة وجزيرة ريونيون. وبعدها لعب الفرنسيون دوراً كبيراً في تاريخ الجزيرة في القرون التالية.

جزيرة مدغشقر

جزيرة مدغشقر

في 1790م، نجح الحكام الأصليون في الجزيرة في الهيمنة عليها. وفي عام 1817م، ألغت الجزيرة العبودية، والتي كانت مهمة للاقتصاد، وحصلت على فوائد من بريطانيا في مقابل منح البحرية الملكية السيطرة الكاملة على المحيط الهندي. على مدى القرن التالي كان لبريطانيا تأثير كبير على مدغشقر، وتحويل الكثير من الطبقات الحاكمة إلى المسيحية.

في عام 1883م، غزا الفرنسيون مدغشقر، بدءاً من الحرب فرانكو-هوفا الأولى، التي استمرت مع سلسلة من الأعمال القتالية حتى عام 1896م، عندما أطاحت فرنسا بمملكة ميرينا الحاكمة وجعلت مدغشقر مستعمرة فرنسية. وقد أرسلت العائلة المالكة التي حكمت سلالتها لمدة 103 سنوات، إلى المنفى في الجزائر.

حكم الفرنسيون مدغشقر كمستعمرة لمدة 64 عاماً. وفي عام 1947م أدت انتفاضة شعبية إلى وفاة 90,000 شخص لكنها لم تنجح في إثناء الفرنسيين عن الحكم. ولم يبدأ الفرنسيون حتى عام 1956م في التخلي عن مدغشقر إلى شعبها الأصلي، وأصبحت الجزيرة دولة مستقلة داخل المجتمع الفرنسي في عام 1960م. واليوم، مدغشقر جمهورية ديمقراطية تمثيلية الجزيرة تتحدث لغات الملغاشية والفرنسية.

التصنيف:

معلومات عامة, سفر,

آخر تحديث: يونيو 16, 2017