لا يمكن أن نغفل دور المرأة في بناء المجتمع المتحضر بطريقة سليمة، فعندما تتوقف المرأة عن أداء دورها الهام في المجتمع يؤثر هذا بشكل قوي على التقدّم والتطوّر في هذا المجتمع.
بناء المرأة للمجتمع لا يكون فقط من خلال العمل في وظيفة ما والحصول على حقوق مساوية لحقوق الرجل، بل إنّ لها دور آخر أيضاً يُعتبر هو الأهم مثلما يقول بيت الشعر “الأم مدرسة، إذا أعددتها، أعددت شعباً طيب الأعراق” ضمن قصيدة العلم والأخلاق لشاعر النيل حافظ إبراهيم.
فتربية الأبناء ومساعدتهم على التفوق وتقديم العون للأسرة بشكل عام هو دور المرأة الرئيسي في المجتمع، والذي بفضله يتطور هذا المجتمع للأمام.
مكانة المرأة في الإسلام
تمتلك المرأة صفات إضافية تميزها عن الرجل مثل العزيمة والصبر، وقد ميزها الله بهذه المميزات الإضافية لأنّها تتحمل عبء كبير وطاقة هائلة لا يمكن أن يتحملها الرجل أبداً، فهي قادرة على تقديم العون لزوجها وفي الوقت نفسه مراعاة متطلبات أبنائها، ورعايتهم رعاية صحيحة.
لا يمكن للرجل أن يحل محل المرأة في الأسرة، لأنّ الله ميّز كلاً منهما بصفات مُحددة تساعده على أداء الدور الخاص به، والاثنين معاً يُكملان بعضهما البعض في بناء المجتمع نحو المستقبل.
وترتكز رسالة المرأة في الأسرة على رعاية أولادها وتربيتهم التربية القويمة السليمة المبنية على الأخلاق الحميدة، وأيضاً الاهتمام بالدين وتأصيله لدى الأطفال حتى ينشئوا نشئة حسنة طيبة.
ولكي تؤدي المرأة هذا الدور يجب أن تكون مقتنعة به أولاً، حتى تستطيع تقديمه على أفضل شكل ممكن، أمّا إذا كانت غير مقتنعة بأن دورها في رعاية الأبناء وتربيتهم هو الأهم فسيكون من الصعب عليها تقبله.
دور المرأة في المجتمع
تكمن مهمة المرأة الاجتماعية في إعداد جيل من الأبناء يستطيع التعامل مع المجتمع، وذلك من خلال تزويد الأبناء بالمهارات الاجتماعية اللازمة لذلك، ويتشارك الرجل مع المرأة في هذه المسئولية بالذات حتى يحدث التوازن الفكري المطلوب للطفل، كما أن التعاون بين الوالدين يؤثر إيجاباً على تقبّل الأطفال لهذه الأفكار.
كما يمكن للمرأة أيضاً القيام بأدوار أخرى مهمة في أوقات المحن، كأن تقف بجوار زوجها في الشدة وربما حتى تُشاركه الإنفاق على المنزل والأولاد إذا كانت تقدر على ذلك، وهذا بالطبع ليس فرضاً عليها بأي شكل من الأشكال، لكن مع الظروف الصعبة هذه الأيام أصبح الأمر عادياً في كثير من الأحيان.
