الرؤية بدقة 20/20 قد لا تكون شيئًا للفخر بعد الآن، فقد وجدت دراسة جديدة أن الأشخاص الأذكياء أكثر عرضة بنسبة 28% لارتداء النظارات أو العدسات اللاصقة، و 32% أكثر عرضة للإصابة بضعف النظر أو قصر النظر (عندما يمكنك رؤية الأشياء أمامك مباشرة، ولكن ليس على مسافة – وهي حالة تسببها مجموعة من الوراثة والبيئة).

إذن ، كيف أجرى الباحثون العلاقة بين ارتداء النظارات والذكاء؟

بعد تحليل البيانات الوراثية ونتائج الاختبار المعرفي من أكثر من 300,000 مشارك، تتراوح أعمارهم بين 16 و 102، اكتشفوا “تداخلًا جينيًا كبيرًا” بين الوظيفة المعرفية العامة (أشياء مثل الذاكرة واللغة والتفكير والمهارات المكانية) والصفات الصحية، بما في ذلك البصر، وارتفاع ضغط الدم، وسرطان الرئة، وطول العمر.

في حين أن قصر النظر كان مرتبطاً بشكل إيجابي مع الذكاء، بُعد النظر لم يكن ليدل على ذلك.

وكان المشاركون الذين أحرزوا درجات عالية في اختبارات الإدراك أقل عرضة بنسبة 21 في المائة للنضال مع مشاكل الرؤية القريبة (المعروفة أيضاً باسم طول النظر).

كما كانوا أقل عرضة للإصابة بسرطان الرئة، وارتفاع ضغط الدم، والاكتئاب، ومن المرجح أن يعيشوا لفترة أطول.

تعد هذه الدراسة ، التي أجريت في مركز إدراة الشيخوخة الإدراكية والعلم المعرفي بجامعة إدنبره (CCACE)، هي الأكبر من نوعها حتى الآن.

“منذ أقل من عقد مضى، كنا نبحث عن جينات ذات صلة بالذكاء مع حوالي 3000 مشارك، ولم نعثر على شيء تقريباً” إيان ديري، مدير CCACE، حسبما ذكرته صحيفة الإندبندنت.

وتابع ديري قائلاً: “الآن، وبعدد أكثر 100 مرة من هذا العدد من المشاركين، ومع وجود أكثر من 200 عالم يعملون معًا، اكتشفنا ما يقرب من 150 منطقة جينية ترتبط بكيفية عمل الأشخاص الأذكياء”.

بقدر أهمية الدراسة الأخيرة، يتفق الجميع على أنه لا تزال هناك حاجة لمزيد من الأبحاث.

وأشار الباحثون إلى أن عملهم لا يثبت أن الذكاء والصفات مثل قصر النظر أو طول العمر أو ارتفاع ضغط الدم هي “ذات صلة سببية”.

بعبارة أخرى: “ما الذي تفعله هذه الجينات بالضبط” وكيف يؤدي ذلك إلى قصر النظر من جهة ووظيفة إدراكية عامة عالية من جهة أخرى؟” طرح هذه التساؤلات الباحث في جامعة سوسيكس وزميل أبحاث ما بعد الدكتوراه ماكسين شيرمان (الذي لم يشارك في الدراسة) في مجلة نيوزويك.

بالطبع ، ليست هذه هي المرة الأولى التي يقترن فيها قصر النظر مع الذكاء.

وفقا لمقال عام 2017 في مجلة ساينس ريبورتس، تم الإبلاغ لأول مرة عن وجود علاقة بين معدل الذكاء المرتفع وقصر النظر في عام 1883، وقد أكدت دراسات عديدة منذ ذلك الحين الترابط.

وكتب مؤلفو المقال “العلاقة تبدو متناسقة في الأطفال والكبار، عبر مجموعة من اختبارات الذكاء، وهي مستقلة عن سنوات التعليم المكتملة”.

في حين أن الوصلة الوراثية تبدو واعدة، فسوف نضطر جميعًا فقط إلى الانتظار فترة أطول للتأكد من نتائج هذه الدراسة.

التصنيف:

صحة, حياة,

آخر تحديث: يونيو 3, 2018