يعتبر غسيل الكلى أحد العلاجات المنقذة للحياة حيث يسمح بتحويل أمراض الكلى القاتلة إلى أمراض يمكن التحكم بها، لكن الأبحاث الجديدة وجدت أن غسيل الكلى قد يزيد خطر الخرف أيضاً عند كبار السن.

وفقاً لمؤسسة الكلى الوطنية الأمريكية، أكثر من نصف مليون أمريكي يعتمدون على غسيل الكلى من أجل البقاء على قيد الحياة، ويرتفع العدد في دول منطقة الشرق الأوسط وخاصةً في مصر التي تعتبر من أكبر الدول إصابة بمرض الفشل الكلوي.

ومع ذلك، وجدت دراسة جديدة نُشرت مؤخراً في المجلة الإكلينيكية للجمعية الأمريكية لأمراض الكلى CJASN أن غسيل الكلى قد يزيد خطر الخرف ومرض الزهايمر على وجه الخصوص لدى كبار السن، وخاصةً النساء.

في هذا الإطار، صرّحت مارا ماك أدامز ديماركو – مؤلفة الدراسة الرئيسية وأستاذ مساعد في كلية بلومبيرج للصحة العامة في جامعة جونز هوبكنز في ولاية مريلاند – في حديث مع الصحافة قائلة “ما نعرفه هو أن هناك عبء أكبر من تشخيص الخرف بين كبار السن الذين يقومون بغسيل الكلى بالمقارنة مع ما قد نتوقعه بين كبار السن في المجتمع من نفس الفئة العمرية”.

غسيل الكلى قد يزيد خطر الخرف

درس الباحثون في الدراسة أكثر من 350,000 مريض يُعالج بغسيل الكلى وتتراوح أعمارهم بين 66 سنة وما فوقها، من عام 2001 وحتى عام 2013.

وفي الدراسة بلغ المشاركون من الإناث حوالي 47%.

يقول الباحثون أنهم اكتشفوا ارتفاع خطر الإصابة بالخرف مع وجود الغسيل الكلوي بنسبة 19% في الفئة العمرية بين 66 و70 عام، وارتفعت هذه النسبة إلى 28% في الفئة العمرية من 76 و80 عام.

وقالت ديماركو “تم إجراء هذه الدراسة لأن لدينا اهتمام منذ فترة طويلة بالارتباط بين أمراض الكلى والشيخوخة“.

وأضافت أن الهدف من ذلك هو فهم حالات الإصابة بالخرف وعوامل الخطر والنتائج المترتبة على تشخيص الخرف لدى المرضى كبار السن الذين يقومون بغسيل الكلى.

من جانب آخر، وافق الدكتور هارولد سيزرليب – مدير قسم أمراض الكلى في المركز الطبي بجامعة بايلور – نفس الرأي قائلاً “في حين أن الأسباب غير واضحة، هناك أدلة كبيرة على أن الخرف – وخاصة فقدان الوظيفة التنفيذية – يبدأ في المراحل المبكرة من مرض الكلى المزمن ويتطور بسرعة أكبر مع بدء غسيل الكلى” أو بمعنى آخر أن غسيل الكلى قد يزيد خطر الخرف.

احتمالات الإصابة في النساء أعلى

طبقاً لنتائج الدراسة، فإن خطر الإصابة بالخرف بعد عشر سنوات من بداية غسيل الكلى بلغت نسبته 21% عند الرجال مقابل 25% عند النساء.

وكان احتمال تشخيص مرض الزهايمر أعلى أيضاً لدى النساء.

مع ذلك، أكّد الدكتور هارولد أنّه “في حين أن هناك زيادة طفيفة في النساء المصابات بمرض الكلى المزمن، لا يزال مرض الكلى في مراحلة النهائية أكثر تكراراً لدى الرجال، ولا نعرف لماذا”.

كما أفاد الباحثون في الدراسة أن تشخيص الخرف تسبب في مضاعفة عدد الوفيات في مرضى غسيل الكلى.

وقالوا “بغض النظر عن العمر والجنس والعرق وغيرها من الاشتراطات، فإن تشخيص الخرف كان مرتبطاً بمضاعفة خطر الوفاة بين كبار السن الذين يقومون بغسيل الكلى”.

لكن في إطار البحث حول ما إذا كان غسيل الكلى قد يزيد خطر الخرف قالوا بأن النتائج لا تشير إلى أن علاج غسيل الكلى هو في حد ذاته ما يزيد من خطر الإصابة بالخرف ومرض الزهايمر.

غسيل الكلى يسبب انخفاض ضغط الدم

قد يكون انخفاض ضغط الدم أحد الأسباب التي تجعل مرضى غسيل الكلى يعانون من ارتفاع خطر الإصابة بالخرف ومرض الزهايمر، حيث أن غسيل الكلى يمكن أن يسبب انخفاض ضغط الدم.

وقد وجدت دراسة أجريت عام 2016 في PLOS Medicine أن هذا يزيد بشكل كبير من خطر الإصابة بالخرف الوعائي، والذي ينتج عن إعاقة وصول الدم إلى الدماغ.

جدير بالذكر أن هذا النوع كان الأكثر شيوعًا من الخرف الذي تم تشخيصه لدى المشاركين في الدراسة.

ويقول الدكتور هارولد: “إن ارتفاع سرعة الخرف بعد بدء غسيل الكلى يمكن أن يكون مرتبط بنوبات انخفاض ضغط الدم الناجم عن غسيل الكلى. هذا يجعلنا نفهم حقيقة أن الخرف الوعائي هو أكثر شيوعاً لدى المصابين بمرض الكلى المزمن”.

الوقاية من مرض الكلى المزمن

يمكن أن تكون عواقب مرض الكلى المزمن شديدة، فإلى جانب زيادة خطر الإصابة بالخرف أو مرض الزهايمر، يمكن لغسيل الكلى أن يؤثر بشكل خطير على الحياة اليومية.

ووفقاً لمؤسسة الكلى الوطنية الأمريكية، تشمل بعض الآثار الجانبية لغسيل الكلى ما يلي:

  • انخفاض ضغط الدم، والذي يمكن أن يسبب الدوخة والغثيان والتعب
  • التشنج العضلي
  • الجفاف وحكة الجلد

ويقول الدكتور هارولد أن أفضل طريقة لتجنب أمراض الكلى هي عن طريق الوقاية من مرض السكري الذي يعتبر عامل الخطر الأكبر.

التصنيف:

صحة, حياة,

آخر تحديث: نوفمبر 25, 2019