تعتبر تقنية التعرف على الوجه جزء من القياسات الحيوية التي تقيس البيانات الحيوية باستخدام الأجهزة أو البرامج، وهي مشابهة لماسح البصمة المنتشر في الهواتف الذكية، وماسح بصمة العين الموجود في نوت 8.
تستخدم الحواسيب برامج التعرف على الوجه للتحقق من الشخص عبر رسم خريطة لملامح الوجه، ومميزاته، وأبعاده، ومقارنة هذه المعلومات مع قواعد بيانات هائلة من الوجوه.
كيف يعمل التعرف على الوجه
تقنية التعرف على الوجه هي أكثر من مجرد ماسح بسيط للوجه، أو برنامج مطابقة الوجوه.
حيث تستخدم نظم التعرف على الوجه عدد من القياسات والتقنيات لمسح الوجوه، منها التصوير الحراري، ورسم خريطة ثلاثية الأبعاد للوجه، وفهرسة الميزات الفريدة، وتحليل الأبعاد الهندسية لملامح الوجه، ورسم المسافة بين ملامح الوجه الرئيسية، وتحليل نسيج سطح الجلد.
تستخدم برامج التحقق من الوجه بعدة طرق، لكن أغلبها يكون في أغراض الحماية وتطبيق القانون.
تستخدم المطارات برامج التحقق من الوجه بطرق مختلفة، منها مسح وجوه المسافرين للبحث عن الأفراد المشتبه في ارتكابهم جرائم أو موجودين على قائمة الإرهاب، وأيضاً لمقارنة صورة جواز السفر مع وجه الشخص الحقيقي للتأكد من الهوية.
وتستخدم سلطات تطبيق القانون برامج التحقق من الوجه لتحديد الأشخاص الذين يرتكبون الجرائم والقبض عليهم.
العديد من الولايات الأمريكية تستخدم تقنية التحقق من الوجه لمنع المواطنين من الحصول على هويات مزيفة، أو رخص مرور غير حقيقية.
في بعض الدول الغربية، تم استخدام تقنية التعرف على الوجه لمجابهة الغش في الانتخابات.
قيود التعرف على الوجه
على الرغم من إمكانية استخدام برامج التحقق من الوجه للعديد من القياسات وأنواع المسح لإدراك وتحديد الوجه، مازال هناك بعض القيود على هذه التقنية.
- يمكن للصور ذات الدقة المنخفضة والإضاءة السيئة أن تقلل من دقة نتائج التعرف على الوجه.
- الزوايا وتعبيرات الوجه المختلفة، حتى الابتسامة الخفيفة، تشكل تحدياً لنظم مطابقة الوجوه والتعرف عليها.
- تفقد تقنية التعرف على الوجه دقتها عندما يكون الشخص يرتدي أشياء مثل النظارات، أو القبعات، أو الأوشحة، أو قصات الشعر التي تغطي جزء من الوجه. كما يمكن للمكياج وشعر الوجه (اللحية) أن يشكل تحدي قوي لبرامج التعرف على الوجه.
- مسح الوجه لا يعني بالضرورة الاتصال مع ملف بروفايل، أو بمعنى آخر مسح وجه الشخص لن يفيد كثيراً إذا لم يكن له صور أخرى في قاعدة بيانات يمكن الوصول إليها. بدون الصورة، يمكن أن تبقى هوية الشخص الذي تم استخدام التقنية عليه غامضة.
كما يمكن للمخاوف بشأن الخصوصية أو الأمان قيوداً على كيفية استخدام أنظمة التعرف على الوجه. على سبيل المثال، مسح أو جمع بيانات التعرف على الوجه دون معرفة الشخص وموافقته ينتهك قانون خصوصية المعلومات البيومترية لعام 2008، هذا القانون في الولايات المتحدة الأمريكية.
هناك أيضاً مخاوف أخرى، حيث يمكن أن تسمح بيانات التعرف على الوجه التي تتطابق بشكل إيجابي مع الصور عبر الإنترنت، أو حسابات الشبكات الاجتماعية، للصوص الهوية بجمع معلومات كافية لسرقة هوية الشخص.
استخدام التعرف على الوجه في التطبيقات والأجهزة الذكية
تقنية التعرف على الوجه أصبحت جزء متزايد من حياتنا اليومية من خلال الأجهزة والتطبيقات.
على سبيل المثال، طورت فيس بوك نظام للتعرف على الوجه يحمل اسم DeepFace يمكنه التعرف على الوجه البشري في الصور الرقمية بدقة تصل إلى 97 في المائة.
كما أضافت آبل مؤخراً تقنية Face ID أو التحقق من الوجه إلى هاتف آيفون إكس، ويتوقع أن تحل تقنية Face ID محل Touch ID التي كانت تعتمد على بيانات بصمة الأصابع، وتعطي مستخدمي آيفون إكس إمكانية فتح القفل باستخدام الوجه فقط.
كونه الأول الذي يأتي مع تقنية التحقق من الوجه بدقة عالية جداً، يعتبر هاتف آيفون إكس من آبل دليل على دخول تقنية التعرف على الوجه في حياتنا اليومية.
ويستخدم نظام Face ID تقنيات متطورة في التصوير بالأشعة تحت الحمراء التي ترسم خريطة للوجه، وتتطلب التقنية فتح العينين، لمنع أي شخص آخر من استغلال نومك وفتح الهاتف.
يقوم Face ID أيضاً بتخزين تمثيل رياضي من مسح وجهك في مكان آمن على الهاتف نفسه، لمنع أي شخص من الوصول إلى صورة مسح التحقق من الوجه الخاص بك، ومنع أي اختراق للبيانات يمكن أن يتسرب إلى الهاكرز ، لأن هذه البيانات لا يمكن نسخها أو تخزينها على خوادم آبل.
على الرغم من كل هذا، كشفت آبل عن بعض القيود التي تفرضها التقنية، فالأطفال تحت 13 عام لا ينصح باستخدامهم هذه التقنية لأنهم في مرحلة نمو وبالتالي يتغير شكل الوجه باستمرار.
وأشارت آبل أيضاً إلى أنّ الأقارب المطابقين (التوائم) قد يستطيعون فتح هواتف بعضهم البعض بسهولة، وحتى بدون الأقارب المطابقين، وضعت آبل توقع بأن دقة التقنية هي 1 في المليون، أي قد يوجد شخص واحد فقط من بين كل مليون حول العالم يستطيع خداع Face ID.
