ما هي ردود الفعل السلبية التي تبحث عن التوازن؟ 3

تصف ردود الفعل السلبية التي تبحث عن التوازن العملية التي من خلالها تقوم أنظمة الجسم المختلفة بالحفاظ على بيئتها أو حالتها الطبيعية. ويصف التوازن التنظيم الكلي للجسم من أنظمته الداخلية، وعند حدوث تغييرات في الحالة مثل درجة حرارة الجسم، تُثار ردود الفعل السلبية لجلب الحرارة إلى مستواها الطبيعي. على سبيل المثال، إذا أصبح الجسم مرتفع الحرارة، يخرج العرق لتبريده، وإذا أصبح الجسم بارد ومنخفض الحرارة تحدث حالة الارتجاف التي تساعد على تدفئته.

ويُطلق على الحالة النموذجية أو المثالية للنظام الجسدي “نقطة التحديد” لكن ردود الفعل السلبية في التوازن لا تستطيع الحفاظ على الأنظمة عند هذه النقطة. بدلًا من ذلك، على سبيل المثال تعمل ردود الفعل السلبية على الحفاظ على درجة حرارة الجسم في إطار ما يُسمى بالمعدل الطبيعي للقيم. ويُطلق على قيمة النظام التي تتغير حسب الظروف المختلفة اسم “مُتغير”.

غالبًا ما تكون هناك ثلاثة أجزاء في رد الفعل السلبي، وتُسمى المستقبلات ومركز التحكم والمستجيب.

المستقبلات هي جزء الاستجابة من رد الفعل التي تكشف ببساطة عن التغيرات في قيمة المتغير. ويتم تمرير هذه المعلومات إلى مركز التحكُّم والذي يرصد التغيرات ويبدأ رد الفعل السلبي عندما تنخفض أو ترتفع هذه التغيرات بعيدًا عن النطاق الطبيعي للقيم. عندما يحدث ذلك، يُرسل مركز التحكم إشارات إلى المستجيب لاتخاذ إجراءات من شأنها أن تساعد على إعادة النظام إلى “نُقطة التحديد” مرة أخرى.

أحد الأمثلة على ردود الفعل السلبية في التوازن هو طريقة تنظيم الجسم لضغط الدم. المستقبلات في هذه الحالة هي مستشعرات الضغط في الأوردة التي تقع بالقرب من القلب والرأس، تقوم المستقبلات بإرسال النبضات العصبية إلى جزء من الدماغ، حيث يقع مركز التحكُّم، الذي ينظم بدوره معدل ضربات القلب، ثم يرسل إشارات إلى المستجيب، وهو في هذه الحالة القلب. وبناء على رسائل الدماغ يُسرّع أو يُبطيء لتنظيم ظغط الدم.