يستخدم مصطلح “عقلية الغوغاء” للإشارة إلى الخصائص السلوكية الفريدة التي تظهر عندما يكون الناس في مجموعات كبيرة. وغالبا ما يستخدم بمعنى سلبي، لأن مصطلح “الغوغاء” عادة يستحضر صورة عن مجموعة عدوانية، وفوضوية من الناس. كما يستخدم علماء النفس الاجتماعيون الذين يدرسون سلوك المجموعات مصطلحات مثل “سلوك القطيع” أو “عقلية القطيع” أو “هستيريا الحشد” لوصف سلوكيات مماثلة. وتستخدم دراسة عقلية الغوغاء لتحليل الحالات التي تتراوح من المشاكل أثناء عمليات الإجلاء إلى التجمعات العامة التي تتحول إلى العنف.

سلوك القطيع

دراسة سلوك القطيع تدخل فيها مجموعات من جميع الحيوانات، وليس البشر فقط. كان الناس يراقبون سلوك المجموعات من القطعان وأشكال أخرى من الحيوانات لعدة قرون، ولكن لم يكن حتى أوائل القرن العشرين حتى بدأ المراقبون بتطبيق النظريات العلمية حول سلوك الحشود للبشر. العديد من الكتب التي نشرت في 1910 ناقشت العقلية الغوغاء، جنباً إلى جنب مع طرق مختلفة للحد منها أو السيطرة عليها.

أحد أسباب سلوك القطيع هو أن الناس والحيوانات تميل إلى القيام بما يفعله الآخرون من حولهم. يحدث هذا عادةً لأن أولئك الذين ينضمون إلى المجموعة أو القطيع يصلون إلى نتيجة أنّه إذا قام العديد من الآخرين بفعل شيئ، يجب أن يكون هذا الشيء جديرًا بالاهتمام، أو أنها لن تفعل ذلك. على سبيل المثال، يرى الناس أن المطعم المزدحم يجب أن يكون لديه الطعام الجيد، وإلّا لم يكن لديه هذا القدر الكبير من الناس. في معظم الحالات، تأتي هذه العملية الفكرية بشكل طبيعي أو بدون وعي أصلًا، وهذا هو أحد الأسباب التي تجعل الحيوانات تشارك في سلوك القطيع.

عقلية القطيع

غالباً ما يستخدم مصطلح “عقلية القطيع” على شيء ينطوي على فكر أكثر وعياً من سلوك القطيع. هذا النوع من العقلية يمكن أن يتأثر بأشياء مثل ضغط الأقران، والمطابقة، والحاجة إلى القبول والرغبة في الشعور بالانتماء. وكثيراً ما تسبب هذه الأشياء إلى تصرّف الناس بطريقة مشابهة لتلك التي يتصرف بها الآخرون في القطيع. على سبيل المثال، قد يختار شخص ما الاستماع إلى موسيقى مختلفة عندما يكون في مجموعة من الأصدقاء مما كان عليه لو أنّه متواجد وحده، لأنهم قد يقومون ببعض الملاحظات السلبية إذا تم اختيار نوع آخر من الموسيقى. مثال آخر؛ قد يقوم المراهق بشربالكحول أو تدخين السجائر بسبب ضغط الأقران من أصدقائه.

سلوك القطيع

عقلية الغوغاء

وهناك عوامل أخرى تلعب دوراً عندما يستخدم مصطلح “عقلية الغوغاء” للإشارة إلى شيء سلبي. اثنان من العوامل الرئيسية هي الهوية المجهولة داخل المجموعة وتوزيع المسؤولية عن أعمال المجموعة. هذه العوامل تجعل الشخص أحياناً يعتقد أنه يمكن أن يتصرف بطريقة معينة داخل مجموعة وليس له نفس العواقب التي قد تترتب على نفس الإجراءات إذا تصرف بمفرده. على سبيل المثال، إذا كان الشخص في مجموعة تخريب مبنى ما، قد يعتقد أنه يوجد فرصة أقل للقبض عليه مما لو كان يتصرف بمفرده، لأنه قد يكون من الصعب تحديد كل شخص. كما أنّه قد يشعر أقل بالذنب لأن الآخرين قاموا بتخريب الممتلكات أيضاً.

عامل آخر في عقلية الغوغاء هو الشعور بالارتباك أو حتى الذعر الذي يمكن أن توجد في مجموعة كبيرة. مثال على ذلك؛ عندما يبدأ الناس في الحشود بالإسراع فجأة في اتجاه واحد. على الرغم من أن العديد من الناس في المجموعة قد لا يعرفون لماذا يحدث هذا، إلّا أنهم يشعرون بضرورة الإسراع في هذا الاتجاه أيضاً. في الحالات القصوى، يزيد من الإلحاح والذعر، ويُخلق نوع من هستيريا الحشد، لدرجة أنّ بعض الناس قد تُدهس تحت الأقدام، مع محاولة عدد كبير من الناس التحرك في نفس الاتجاه في أسرع وقت ممكن. حتى بالنسبة لشيء قد يبدو بريئا مثل تخفيضات المتاجر، تظهر فيها عقلية الغوغاء بوضوح مع اندفاع العشرات من المتسوقين نحو المنتجات، مثلما يحدث في مهرجانات التخفيض في الجمعة السوداء.

التصنيف:

معلومات عامة,

آخر تحديث: يونيو 4, 2017