يُشغلني هذا السؤال منذ ظهرت الموبايلات قبل حوالي عقدين من الزمان، وخصوصاً بعد خروج شائعات أن الإشارات الخارجة من الموبايل قد تصيب الإنسان بالسرطان.

وأثناء بحثي عن إجابة موثوقة له، ذهبت إلى موقع كورا الذي يشتهر بإجابات المتخصصين، ووجدت شخص آخر طرح نفس السؤال “هل الإشارات اللاسلكية مثل البلوتوث والواي فاي مُضرة على الإنسان؟”.

وجدت أيضاً الكثير من الإجابات، مثل إجابة أنوباما الباحثة الصحية والمؤسسة الشريكة في Vitsupp.com.

حسب أنوباما، فإن إدارة الأغذية والعقاقير FDA، وشركات الاتصالات، والحكومة، سوف يقولون دوماً “لا، ليس هناك أي مخاطر أو ارتباط بين إشارات الموبايلات أو إشارات الواي فاي اللاسلكية والسرطان، أو أورام المُخ”.

لكن يجب أن نتناول هذه التصريحات بكثير من الحرص، حيث كنّا نظن أشعة-إكس آمنة في الماضي، وأنّ تدخين السجائر نوع من الروشنة.

هناك العديد من الأسئلة التي يجب أن نطرحها على أنفسها؛ هل أنا موجود في منزل به شبكة واي فاي واحدة فقط؟ أم أتعرّض للكثير منها يومياً في نفس الوقت.

وماذا عن تأثير هذه الإشارات اللاسلكية على غير البالغين من الأطفال؟ فهم لم يطوروا نظام مناعة قوي بعد! وماذا عن النساء الحوامل؟

تأثير الإشارات اللاسلكية على الأطفال

أحد الناس الذين يحرصون على توخي الحذر هو الدكتور هيو س. تايلور، رئيس قسم طب التوليد والنساء والعلوم التناسلية في كلية الطب بجامعة ييل.

يقول دكتور هيو أنّه على الرغم من أن الأجهزة القابلة للارتداء تنبعث منها مستويات أقل من الطاقة مقارنة بالهواتف الذكية، بعض الناس يعتبرونها خطر على صحتهم.

وفي حديث مع فوكس نيوز قال هيو “تحذيري هو أن نكون حريصين حول النساء الحوامل” وأضاف “لاسيما إذا كانت المرأة ترتدي شيء مثل ساعة ذكية، وتُريحها على البطن مباشرة”.

كما قال أن الأجهزة الرياضية القابلة للارتداء مع حمل هاتف ذكي وجهاز لوحي يمكن أن يكون لها تأثير تراكمي.

“أنا قلق من أن الأجهزة القابلة للارتداء قد تزيد من التعرض الكلي. كل هذا الإشعاع سوف يتراكم. الأجهزة القابلة للارتداء هي أشياء يمكنك وضعها على جسمك، لذلك فمن المرجح أن يكون لديك تعرّض مستمر عن قرب”.

ويرى الدكتور هيو تايلور – الذي يركز في معظم أعماله على نمو الجنين – أن الأجنّة المعرّضة للإشعاع من الهواتف الخلوية للأمهات الحوامل يمكنها تطوير سلوكيات مثل فرط النشاط، وضعف الذاكرة، واضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة ADHD في مرحلة الطفولة.

أضرار تُصيب المستهلك

من جانبه، يدرس موسكوفيتش تأثيرات إشعاع الترددات اللاسلكية على المستهلك العادي.

“إذا كنت ستذهب إلى موقع NCI (المعهد الوطني الأمريكي للسرطان) فربما تقرأ عن قيامهم بالكثير من الأبحاث، ولن تجد إجابة مُحددة، وأنّهم بحاجة للمزيد من الأبحاث”.

وأضاف “هذا هو التصريح الحكومي التقليدي في الولايات المتحدة، وفي العديد من الحكومات حول العالم”.

ويدعم موسكوفيتش قلق الدكتور هيو في هذا الاتجاه قائلاً “إلى جانب التعرض للترددات اللاسلكية من أجهزة البلوتوث، يجب أن نهتم بالتعرض التراكمي للترددات الراديوية، حيث قد يحتفظ الناس بهذه الأجهزة طوال اليوم”.

للأسف ليست هناك إجابة واضحة حتى يومنا هذا بخصوص العلاقة بين الإشارات اللاسلكية مثل البلوتوث والواي فاي وأمراض مثل السرطان.

لكن يُمكننا الخروج ببعض الاستنتاجات من بعض الأبحاث التي ألقينا نظرة عليها، يجب مثلاً على المرأة الحامل ألّا تتعرض لهذه الأجهزة قدر الإمكان.

والأطفال أيضاً، يجب أن تُحدد لهم ساعات منخفضة على أي شاشة، سواء كانت شاشة تلفزيون أو شاشة موبايل أو شاشة جهاز لوحي.

يُمكن أيضاً أخذ بعض الإجراءات الاحترازية، كأن تنام والموبايل بعيد عن دماغك قدر الإمكان، وأن تخلع أي جهاز قابل للارتداء قبل النوم.

التصنيف:

صحة, حياة,

آخر تحديث: مايو 7, 2018