يُعرف القيء أو التقيؤ بأنه حاله من الطرد القسري اللإرادي – وأحيانا إرادي – لمحتويات المعدة بواسطة الفم. أمّا الغثيان فهو شعور ينتاب الإنسان قبل القيء مباشرة، حيث يسبب عدم ارتياح في المعدة مما يؤدي إلى القيء في النهاية.
أمّا مادة القيء نفسها فهي عبارة عن مادة حمضية ذات رائحة كريهة، وهناك العديد من العلاجات والأدوية الموجودة بالصيدليات توقف نشاط القيء من المعدة.
من حالات القيء الغريبة والمستمرة “متلازمة القيء الدوري” وفيها يتعرض الإنسان لحالات مستمرة من القيء الشديد الذي قد يستمر لساعات أو أيام، وسببها غير معروف حتى الآن.
وفي العادة يحدث القيء على مرحلتين:
مرحلة الارتعاش: وهي مرحلة يحدث فيها ارتخاء عضلات البطن، وتحدث سلسلة من التقلصات في عضلات الشهيق والحجاب الحاجز.
مرحلة الطرد: في هذه المرحلة يخفف استرخاء العضلة العاصرة المريئية العليا الضغط الناجم عن انقباض الحجاب الحاجز لفترات طويلة، ما يسبب خروج القيء.
أنواع القيء
1. القيء الجاف
يستخدم هذا المصطلح عندما يحدث التقيؤ بدون وجود أي مواد لطردها خارج الجسم، وقد يكون القيء الجاف نتيجة للقيء المستمر لفترة طويلة، أو الإجهاد، أو رد فعل على الرائحة الكريهة.
2. قيء الدم المتجمد
يطلق على قيء الدم مصطلح heematemesis، وهو نزيف من المريء يمكن أن يعطي القيء لون أحمر فاتح، أما إذا كان النزيف من المعدة يصبح لون القيء أحمر داكن.
3. القيء المشابه للقهوة
نزيف الجهاز الهضمي العلوي يسبب تعرض الحديد في الدم لحمض المعدة، ويقوم الحمض بأكسدة الحديد مما يجعل القيء يشبه القهوة.
قد يكون هذا النوع من القيء علامة على وجود حالات مرضية مثل القرحة المعوية، أو ارتجاع المريء، أو أمراض الكبد، أو سرطان المعدة والبنكرياس.
4. قيء أصفر اللون
قد يؤدي التقيؤ المستمر والشديد بعد تناول وجبة طعام إلى القيء ذو اللون الأصفر، ويحدث هذا عادةً عند انسداد الأمعاء والارتداد الصفراوي.
في هذه الحالة، تختلط الصفراء مع الطعام في الاثنى عشر وعندما يتم إعاقة الأمعاء الدقيقة يتم طرد محتوياتها مع الصفراء.
أسباب ارتجاع الصفراء في المعدة قد يكون للعديد من الأسباب، مثل الاستئصال الجراحي للمرارة، واستئصال المعدة، أو جراحة لتغيير شرايين المعدة.
5. القيء الفطري (البرازي)
بسبب وجود انسداد معوي واتصال غير طبيعي بين المعدة والقولون (ناسور غاسترولي) قد يؤدي إلى طرد المادة المهضومة جزئياً أو كلياً من الأمعاء عن طريق الفم.
6. القيء بالقذف
في هذه الحالة، تقوم المعدة بطرد محتوياتها عبر الفم بقوة كبيرة جداً، بعد الحصول على الغذاء، وبسبب هذه القوة في طرد محتوياتها يسمى القيء المقذوف.
12 سبباً للقيء
هناك العديد من الحالات المتنوعة التي تسبب القيء، سواء بسبب مرض ما في المعدة، أو حتى مرض في مكان آخر بالجسم. هنا 12 سبباً للقيء قد لا تكون تعرفها.
1. العدوى
التهاب المعدة والأمعاء أو عدوى المعدة هي عبارة عن عدوى معدية، من خصائصها الإسهال المائي، والتشنجات الباطنية، والغثيان، والقيء، وأحياناً الحمّى.
2. التسمم الغذائي
يمكن أن يسبب التسمم الغذائي الناتج عن البكتيريا الغثيان والقيء، جنباً إلى جنب مع أعراض أخرى مثل الحمى وآلام البطن والإسهال.
وهناك الكثير من أنواع البكتيريا التي قد تسبب التسمم الغذائي، مثل الكامبيلوباكتر، والسالمونيلا، والشيجلا، وغيرها.
3. شلل المعدة
في هذه الحالة تتوقف عضلات المعدة عن العمل بشكل صحيح بسبب تلف الأعصاب المتعلقة بها، وبالتالي يكون هناك إفراغ غير مكتمل من المعدة.
وقد يتداخل هذا مع الهضم الطبيعي ويسبب الغثيان والقيء، كما أن الاضطرابات مثل عسر الهضم أو ارتجاع المريء أو القرحة الهضمية أو متلازمة القولون العصبي قد تسبب أيضاً الغثيان والقيء.
4. الإفراط في الأكل
فشل الجهاز الهضمي في معالجة الطعام بشكل صحيح بسبب الإفراط في الأكل يمكن أن يؤدي إلى الغثيان والقيء.
وهذا الأمر شائع جداً في الأشخاص المصابين بضعف في الجهاز الهضمي، أو قاموا بعملية جراحية تقلل من قدرة وظائفه.
5. الحساسية تجاه الطعام
في الأشخاص الذين يعانون من حساسية غذائية معينة أو عدم تحمل الطعام، يمكن أن تؤدي بعض أنواع الطعام إلى القيء.
التغير في النظام الغذائي أو التلاعب بالنظام الغذائي قد يسبب أيضاً الغثيان والقيء.
6. العلاجات
قد يكون القيء أحد الآثار الجانبية لبعض أدوية المسكنات، مثل الكودايين أو الهيدروكودون أو المورفين أو الأوكسيكودون.
كما أن أدوية OTC مثل الحديد أو منتجات البوتاسيوم أو الأدوية غير الستيرويدية المضادة للالتهابات وحتى الأسبرين، يمكن أن تسبب الغثيان عن طريق تهيج المعدة أو تباطؤ حركة الأمعاء.
كما أن العلاج الكيميائي المستخدم أحياناً في علاج السرطان، قد يكون له أثر جانبي وهو الشعور بالغثيان والقيء.
7. الصداع النصفي
أي حالة تزيد الضغط داخل الجمجمة يمكن أن تؤثر على السائل الدماغي الشوكي وبالتالي الشعور بالغثيان والقيء.
الصداع النصفي قد يكون يكون مؤلماً، لكن الألم ليس كل شيء، فيمكن أن يسبب الغثيان والقيء.
8. الضغط العصبي
الإجهاد والخوف والقلق كلها عوامل يمكن أن تؤدي إلى عمل الجسم بشكل غير طبيعي، مما يؤدي إلى مشاكل في المعدة والأمعاء بما في ذلك الغثيان والقيء.
كما يسبب الإجهاد والخوف في زيادة إفراز الأدرينالين في الجسم مما يؤدي إلى خلل في الجهاز الهضمي.
9. الحمل
الشعور بالغثيان في الصباح والقيء خلال الشهور الأولى من الحمل هو أمر شائع جداً بين النساء.
يقوم الهرمون المشيمي البشري HCG الذي تطلقه المشيمة بتحفيز المبيضين على إفراز الأستروجين، والذي يُعتقد بأنه سبب الغثيان.
كما أن زيادة الحساسية تجاه الروائح يمكن أيضاً أن يحفز الشعور بالغثيان، كما أن زيادة هرمون البروجسترون قد يخفف من انقباض عضلات المعدة والأمعاء، مما يؤدي إلى فرط في أحماض المعدة والشعور بالغثيان والقيء.
اقرأ أيضًا:
10. التهاب البنكرياس، والتهاب الزائدة الدودية
يمكن أن يحدث الغثيان والقيء نتيجة التهاب المرارة والبنكرياس، كما أن الأمر نفسه ينطبق على التهاب الزائدة الدودية حيث يعتبر من أبرز أعراضها.
11. السرطان
يمكن للورم في الجهاز الهضمي أن يسبب غثيان متكرر، وجفاف، وارتجاع قطع صغيرة من الطعام الذي تناولته قبل قليل.
قد يحدث هذا بسبب عرقلة مرور الطعام، وبعض أنواع السرطان مثل سرطان الكبد وأورام الدماغ الخبيثة يمكن أن تسبب هي أيضاً الغثيان والقيء.
12. الإفراط في الكحول
استهلاك الكثير من الكحول قد يسبب الدوار والصداع إلى جانب الغثيان والقيء.
هذه القائمة من أسباب القيء ليست شاملة بأي حال من الأحوال، وهناك العديد من الأسباب الأخرى للغثيان والقيء، مثل الروائح المثيرة للاشمئزاز، والدوار، والنوبات القلبية، وبعد العمليات الجراحية، والتهاب السحايا وغيرها.
علاج القيء
1. طبياً
الأدوية المضادة للقيء يتم استخدامها في علاج أعراض القيء والغثيان.
2. فيتامين B6
قد يتوقف القيء الصباحي أثناء الحمل في الأسبوع الثاني عشر للحمل، لكن استخدام فيتامين B6 يمكن أن يساعد على تخفيف الشعور بالغثيان في بداية الحمل.
3. ترطيب الجسم
بما أن التسمم الغذائي يسبب الجفاف الشديد، فمن المهم جداً الحفاظ على رطوبة الجسم بالسوائل والمياه.
يجب أيضاً تجنب الأطعمة الدهنية ومنتجات الألبان والكافيين والكحوليات. وفي حالة الجفاف الشديد، يمكن منح السوائل الوريدية.
مضاعفات القيء
1. الجفاف
قد يؤدي القيء الشديد لفترات طويلة إلى استنزاف السوائل والماء الموجود في الجسم بسرعة.
كما أن الجفاف الشديد يغير من توازن الإلكترولايت أيضاً، كما يسبب فقدان الأحماض والكلوريد والبوتاسيوم.
عدم القدرة على استهلاك الطعام والاحتفاظ به يزيد من سوء الحالة.
