منذ فترة ليست بعيدة كان الذكاء الاصطناعي عبارة ترتبط بالخيال العلمي فقط في أذهان الكثير من الناس.

قبل أن تقوم IBM في عام 1997 بالقيام على مشروع Deep Blue، وظهرت أولى تطبيقات الذكاء الاصطناعي عندما قام محرك الذكاء الاصطناعي خاصتها بالتغلب على بطل الشطرنج “جاري كاسباروف” في مبارتين (خسر الذكاء الاصطناعي في النتيجة النهائية 2-4).

بتسريع الوقت حتى العام الماضي، استطاع الذكاء الاصطناعي التغلب على أفضل اللاعبين في جميع الألعاب تقريباً، ومنها لعبة جو التي تعتبر أقدم وأصعب كثيراً من الشطرنج.

لم يعد تطوير وحدة ذكاء اصطناعي تعلم نفسها بنفسها حلماً بعد الآن، فقد تحولت إلى حتمية مع سؤال واحد يطرح نفسه “من سيصل أولاً؟” فقد جرت الكثير من التطورات والابتكارات في الذكاء الاصطناعي في الأعوام الأخيرة، لدرجة تجعلنا لا نتوقع ما القادم لاحقاً.

لذا مع دخولنا إلى هذا العالم الافتراضي الجديد، نضع بين أيديكم قائمة من خمسة أشياء يجب أن تعرفها عن الذكاء الاصطناعي في 2018.

اللغة الطبيعية ستحل محل الأوامر المحددة

أحد التحديات الكبيرة التي تزعج الذكاء الاصطناعي وعالم الحوسبة بشكل عام هي استخدامات اللغة الطبيعية.

إذا حاولت أن تستخدم نظام هاتف يقوم بالتفعيل صوتياً، أو تطوير برنامج حاسوب، سيكون لديك نظرة واضحة على ما نتحدث عنه هنا.

فالحواسيب تقبل التعليمات باستخدام مجموعة محددة من الأوامر، ما يجعل من الصعب عليها فهم التناغم الموجود في اللغة الطبيعية بين البشر.

لكن مع استخدام روبوتات المحادثات في خدمة العملاء وانتشارها في تطبيقات الأعمال الأخرى، فإن القدرة على التعرف على الفروق الدقيقة في حديث الإنسان تزداد أهمية.

وتقوم جوجل الرحلة نحو الذكاء الاصطناعي الذي لا يمكن تمييزه عن الإنسان في المحادثات. فمنذ عامين، استطاع روبوت المحادثات الخاص بالشركة أن يُجري نقاش هادف حول معنى الحياة.

ويتوقع بعض الخبراء أنّه بعد عقد أو اثنين من الزمان، لن يكون هناك لوحة مفاتيح لأن أجهزتنا ستكون ذكية كفاية لتتحدث معنا بشكل مباشر عما نحاول أن ننجزه، ربما مثلما يفعل الرجل الحديدي توني ستارك!

التعرف على المشاعر سيحسن العلاقة بين الإنسان والروبوت

بعيداً عن السخرية، والتلاعب بالكلام، وغيرها من الفروقات الدقيقة في المحادثات، التحدي الحقيقي الذي تواجهه تقنية الذكاء الاصطناعي هي قدرتها على التعرف على المشاعر البشرية.

روبوت المحادثات الذي يستطيع معرفة ما إذا كان الشخص الذي يتحدث معه يشعر بالإحباط، سيكون قادراً على تعديل تكتيكاته بشكل يتناسب مع هذه الحالة، وبالتالي تقديم خدمة عملاء أفضل، وتحسين علاقة العميل مع الشركة.

على مدى العقد الماضي كان مقدمي الصحة النفسية يسعون بكل جهد لتطوير روبوت محادثات يمكنه أن يعمل كمستشار نفسي. على أن يكون هذا الروبوت بدون تحيز عاطفي ويتذكر كل تفاصيل التفاعلات التي جرت معه.

توجت هذه الجهود في 2014 عبر تأسيس X2AI وإطلاق روبوت العلاج النفسي “كريم“.

تم استخدام الروبوت كريم كمستشار للعلاج النفسي مع العديد من اللاجئين، حيث يقدم نفس خدمات المعالج النفسي البشري مع تخفيض النفقات.

الذكاء الاصطناعي سيجلب تحليلات البيانات الكبيرة إلى العامة

بالإضافة إلى الذكاء الاصطناعي، كانت عبارة “البيانات الكبيرة” واحداً من أكثر العبارات انتشاراً في الأوساط التقنية على الرغم من الفهم المحدود لها للكثير من الناس.

بينما تتواجد فوائد هائلة للأعمال في تحليل البيانات الكبيرة، فإن تحدي تحليل البيانات بشكل سليم والخروج بالنتائج المتعلقة هو أيضاً هائل.

مع تطور تقنيات الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة، ستُحدث ثورة في طريقة تعاملنا مع البيانات الكبيرة.

ارتفاع حدة النقاش حول الأخلاقيات

مع تطور الذكاء الاصطناعي وائتمانه على مهام أكثر أهمية، فإن التساؤل حول المسؤولية تزداد بشدة في أذهان الجميع في هذه الصناعة.

على سبيل المثال، إذا قامت وحدة الذكاء الاصطناعي بارتكاب جريمة، من سيكون المسؤول؟ هل هي الشركة التي اشترت الوحدة، أم الشخص أو الشركة التي قامت بتطويرها، أم تقع المسؤولية على وحدة الذكاء الاصطناعي نفسها؟! ودعونا نركز على هذا الخيار الأخير تحديداً.

إذا اعتبرنا أن وحدة الذكاء الاصطناعي مسئولة عن جريمتها، كيف ستكون معاقبتها؟ قد يورد على ذهن الكثير من الناس كلمة واحدة “دمرها” بكل بساطة.

لكن إذا كانت وحدة الذكاء الاصطناعي متطورة كافية لترتكب جريمة وتحاسب عليها، أليس من الصحيح أيضاً أن يكون لديها بعض الحقوق البسيطة.

بالرغم من كوننا بعيدين بسنوات عديدة عن تطوير روبوت يمكن محاسبته قانونياً، إلا أن النقاش حول هذه المسألة يحتد بشكل كبير في الآونة الأخيرة، ويُتوقع أن تزداد حدة النقاش حول أخلاقيات الذكاء الاصطناعي في 2018.

خفوت الضجيج حول هذه التقنية تدريجياً

إذا كنت قد قضيت الكثير من الوقت وأنت تقرأ حول الذكاء الاصطناعي خلال السنوات القليلة الماضية، من الطبيعي أن تشعر بضرورة المشاركة في هذه الحقبة المتطورة وحل مشاكل العالم.

لكن إذا كنت تشعر بأن العرق البشري سيتطور كثيراً في الفترة الكثيرة القادمة لدرجة تخليه عن الوظائف الوضيعة لصالح الذكاء الاصطناعي، فإن الحقيقة أقل إثارة من ذلك.

نعم هناك الكثير من التطورات والابتكارات في مجال الذكاء الاصطناعي خلال العقد الماضي، لكن هذه الصناعة مازالت في طفولتها.

نحن لا نقول أنّ الروبوتات لن تستبدل الوظائف التقليدية للإنسان قريباً -لأن هذا ما سيحدث تدريجياً- لكن ما نقوله أن الوقت مازال مبكراً. فكّر في الأمر كبداية ابتكار الإنترنت وانتشاره.

على أي حال، نتوقع أن تبدأ خفوت الضجيج حول تعلم الآلة تدريجياً خلال العام القادم.

آخر تحديث: ديسمبر 5, 2017