يحصل رواد الفضاء غالباً على الكثير من التساؤلات بخصوص الفضاء وكيفية الحياة بدون جاذبية، وأحد الأسئلة الأكثر شيوعاً تدور حول إمكانية ممارسة الجنس في الفضاء من عدمه.

هناك الكثير من التكهنات في هذا الجانب، لكن حتى الآن لا نعلم بشكل واضح وصريح إمكانية هذا الأمر، ومع اقتراب البشر من إرسال بعثات ذات مدة زمنية طويلة –مثل خطط إلون موسك لاستعمار المريخ– قد تحدث ممارسة للعلاقة الحميمية في الفضاء، فالبشر هم بشر على أي حال، حتى لو في الفضاء.

هل الجنس في الفضاء ممكن؟

من وجهة نظر فيزيائية، يبدو أن ممارسة الجنس في الفضاء قد يكون من الصعب تحقيقه.

فالبيئة ذات الجاذبية المنخفضة التي يُجربها رواد الفضاء في محطة الفضاء الدولية مثلاً، تسبب جميع أنواع المشاكل بالنسبة للعيش والعمل في الفضاء. فالأكل والنوم والتمرين كلها أعمال أكثر تعقيداً في الفضاء مما هي عليه في كوكب الأرض، وفي هذه الحالة لن يكون الجنس مختلفاً.

  • على سبيل المثال، تنظيم تدفق الدم مهم لكلا الجنسين ولكنه أهم للرجال على وجه الخصوص. انخفاض الجاذبية يعني أن الدم لا يتدفق في جميع أنحاء الجسم بنفس الطريقة التي يحدث بها على الأرض.
    سيكون من الصعب جداً -قد يكون مستحيلاً- بالنسبة للرجل أن يُحقق الانتصاب اللازم للعلاقة الحميمية، وبدون ذلك سيكون الجماع بين الرجل والمرأة صعباً، لكن هذا لا يمنع أشكال أخرى من الجنس، لكنّه يحد من العلاقة الكاملة.
  • المشكلة الثانية هي العرق، فعندما يمارس رواد الفضاء الرياضة في الفضاء الخارجي، يميل العرق إلى البناء على هيئة طبقات حول الجسم، ما يجعل الجسم لزجاً ورطباً بشكل كامل تقريباً.
    هذا من شأنه أن يجعل العلاقة الحميمية في الفضاء زلقة وغير مريحة على الإطلاق.
    وبما أن الدم لا يتدفق بنفس الطريقة التي يحدث بها على الأرض، يمكن أن نفترض أيضاً أن تدفق السوائل الحيوية الأخرى يكاد يكون مستحيلاً، مع ذلك قد يكون هذا مهم إذا كان الهدف هو إنجاب طفل في الفضاء.
  • المشكلة الثالثة والأكثر إثارة للاهتمام هي ممارسة الجنس الفعلية، لأنها كما نعلم جميعاً تتطلب الحركة. في البيئة ذات الجاذبية المنخفضة أقل حركة ممكن أن تدفع العنصر في مكان بعيد، وهذا يجعل من التفاعل البدني صعب للغاية، حتى في غير ممارسة الجنس.
    ربما يمكن حل هذه المشكلة الثالثة إن استطاعت ناسا أن تخلق حل يتمثل في إيجاد جاذبية بنفس درجة الجاذبية الأرضية على مركباتها، وهذه الفكرة تحديداً مستوحاة من أفلام الخيال العلمي مثل حرب النجوم.

هل حدثت ممارسة للجنس في الفضاء من قبل؟

لعدّة سنوات، افترضت بعض الشائعات أن ناسا قامت بتجارب علاقات جنسية في الفضاء، لكن الرد الرسمي من ناسا أو رواد الفضاء كان النفي القاطع لمثل هذه الشائعات. وإن حدث هذا في ناسا أو في أي وكالة فضائية أخرى، فإنهم يتكتمون على الأمر تماماً.

لكن هناك شيء واحد مؤكد، إذا حدثت علاقة جنسية في الفضاء بين اثنين من رواد الفضاء، سيعمل أغلب العاملين في وكالة الفضاء بهذا الأمر، فوجود أجهزة الرقابة الحيوية على أجهزة الجسم لجميع رواد الفضاء ستكشف هذا بدون شك.

كما أن السفر في الفضاء لا يعطي لرواد الفضاء أي خصوصية تُذكر، فتتم مراقبتهم بشكل دوري للتأكد من عمل كل شيء بشكل سليم.

ثم هناك بعض النظريات التي تزعم أن رواد الفضاء قد يقومون بالعربدة في الفضاء بعيداً عن أجهزة الرقابة الحيوية، وهو أمر مستبعد للغاية -بعيداً عن الصعوبات الفيزيائية- لعدم وجود مساحة كافية لمثل هذه الممارسات، كنا أن جدول أعمالهم مزدحم ولا يوجد سوى لحظات قصيرة فقط من وقت الفراغ.

هل سيحدث الجنس في الفضاء يوماً ما؟

ممارسة الجنس في الوقت الحالي أمر مستبعد، لكن في المستقبل قد يسافر الأزواج معاً في رحلات طويلة سواء إلى كواكب أخرى مثل المريخ أو في رحلات طويلة الأمد.

في هذه الحالة، من الصعب استبعاد حدوث ممارسة للجنس في الفضاء، ونعتقد أن وكالات الفضاء مثل ناسا الأمريكية تأخذ هذا الأمر في الاعتبار.

السؤال الأهم هنا هو إمكانية حدوث حمل في الفضاء، وهي مسألة أكثر تعقيداً من ممارسة الجنس نفسه، لكنها قد تصبح ضرورة في حالة الرحلات التي تدوم لسنوات في الفضاء.

التصنيف:

علوم, حياة,

آخر تحديث: أكتوبر 13, 2019