الأخبار السياسية المزيفة أصبحت شائعة الآن على الإنترنت، لكن حتى في مجال السفر، يبدو أن هناك الكثير من المعلومات الخاطئة أيضاً.
يسري هذا على الكثير من القصص حول الوجهات السياحية المختلفة، ومنها مثلاً عدم وجود ورود سوداء في تركيا على عكس الشائع في الحملات التسويقية.
مصدر هذه الشائعات بالأساس هو بعض الشركات السياحية لتجذب المزيد من المسافرين، وذلك من خلال الترويج لوجود ورود سوداء تنمو فقط في قرية في جنوب شرق تركيا، لكن عند البحث في الأمر لم نجد له أساس من الصحة.
بعد فترة قليلة من إجراء البحث ستجد أن الورود السوداء لا وجود لها في الواقع أصلاً، والرحلة التي كنت تنوي القيام بها إلى إحدى القرى النائية في تركيا لن تستحق العناء.
مصدر الشائعات
إذا تعمقت أكثر في السبب وراء هذه الشائعات ستجد أنّه شبكات التواصل الاجتماعي، حيث ينتشر عليها بعض المعلومات المغلوطة بخصوص وجود ورود سوداء في تركيا وتحديداً في قرية هالفيتي. لكن بالبحث على جوجل نجد أن الورود السوداء لا توجد في الواقع، إلا على موقع Teleflora، لكن بالتدقيق أكثر لم نقتنع بما جاء في المقال المنشور على الموقع.
بالبحث أيضاً على صور جوجل باستخدام عبارة الورود السوداء في تركيا، ستلاحظ أن ألوان الورود تم التلاعب بها، ولا تحتاج أن تكون خبيراً في التصوير والتعديل على الصور لتُدرك هذا.
أمّا بالنسبة لمصدر الشائعة، فيقول بعض خبراء التسويق أنّها حيلة ماكرة من السلطات في قرية هالفيتي للترويج للسياحة في المنطقة، لكننا لم نقتنع برأي الخبراء لأنّ الصور ظهرت على موقع ياباني منذ عشرة سنوات تقريباً.
ما الذي يوجد في هالفيتي إذاً؟
قرية هالفيتي ليست بالوجهة السياحية الشهيرة أبداً، على عكس الكثير من المدن والمناطق في تركيا، مثل جزيرة كليوباترا مثلاً، أو مدينة اسطنبول التي تعتبر ملتقى ثقافات الشرق والغرب.
القرية لا يوجد بها الكثير للحديث عنه، عدا حصن رومكال القديم الذي يمكن الوصول إليه بواسطة القارب.
إذا كنت ترغب في زيارتها بعد كل هذا، يمكنك الطيران إلى مطار سانليورفا من اسطنبول أو أنقرة، ثم تأجير سيارة أو سائق للقيادة مسافة 100 ميل تقريباً للوصول إلى القرية النائية.
في جميع الحالات، تكلفة الانتقال لهذه القرية سيكون باهظاً على الرغم من عدم وجود أي مزار سياحي تقريباً، وربما تود استثمار هذا المال في الإقامة بأحد أفضل فنادق اسطنبول في 2018.
