البحث النوعي يستخدم الطرق التي تسعى إلى تمييز النوعية – بدلا من الكمية – من الموضوع. ولذلك، فهي تهتم في أغلب الأحيان بشرح سبب وكيفية حدوث هذه الظاهرة بدلا من توضيح ومتى وأين حدثت.

وغالبا ما تستخدم طرق البحث النوعي في مجالات مثل الأنثروبولوجيا، والعلوم الإنسانية وعلم الاجتماع، على الرغم من أن كل من هذه المجالات يمكن دراستها من خلال الأساليب الكمية كذلك. وبما أن هذا النوع من البحوث هو استكشافي ويركز على تمييز أسباب الأشياء، مثل السلوك البشري، بدلا من ما في العالم الطبيعي، غالباً ما يتعرض لانتقادات لكونه ذاتي جداً. ويجادل الكثيرين بما أن الأساليب النوعية هي الفرضية التي تولد، فهي ليست فقط ذات قيمة كطرق كمية ولكن ضرورية لإنتاج النماذج النظرية التي تأتي لإبلاغ اتجاه طرق البحث الكمي.

جمع البيانات وتحليلها هو طريقة أخرى تُظهر الاختلاف بين البحوث الكمية والنوعية. في البحث النوعي، لا يتم جمع عينات البيانات عادةً من خلال الاختيار العشوائي بل الاستنتاج الهادف، وهذا يعني أنهم يتم اختيارهم لمدى جودة كتابة خصائص فئة معينة. على سبيل المثال، فإن دراسة نوعية عن عدم المساواة العنصرية لن تهتم على الأرجح بالأقليات الغنية أو بكامل سكان الأقلية، بل قد تركز على المناطق التي تعاني من الاكتئاب حيث تكون الأقليات أكثر انتشاراً. ويتم اختيار هذا النهج لأن الباحثين النوعيين ليسوا مهتمين بتمييز كمية الناس في فئة أقلية، وإنما نوعية الحياة للأقليات المتأثرة بعدم المساواة.

دور الباحث في تفسير معنى البيانات هو أكثر مركزية في النهج النوعي منه في الأساليب الكمية، التي تسعى بشكل مثالي لجعل الملاحظات التجريبية بحتة خالية من المنظور. وفي تناقض حاد، يجب على الباحثين النوعيين التفكير في أبحاثهم وجعل المنطق وراء تفسيرات بياناتهم صراحةً في تحليلهم.

أيضاً: كيف تكتب مقدمة و خاتمة بحث علمي

ويعتقد أن البحوث النوعية ذات قيمة خاصة في الظروف التي لا تمثل فيها البيانات الكمية ظاهرة معينة. فعلى سبيل المثال، في حين أن الاقتصاد كثيراً ما يعنى بجمع معلومات ملموسة، مثل الإحصاءات والبيانات المالية، يمكن القول إنه معيب لأنه يتجاهل الجوانب الإنسانية والنفسية للشعب الذي يشكل عنصراً رئيسياً. هذا العنصر البشري يتطلب الفهم النوعي، الأمر الذي يؤدي إلى تطوير مفاهيم مثل “ثقة المستهلك”.

ومن المتغيرات الهامة التي يجب أخذها في الاعتبار عند تحليل مدى موثوقية البحث النوعي؛ من المهم النظر في كيفية التوصل إلى نتيجة، وما إذا كان يمثل حقاً تفسيراً يمكن الاعتماد عليه وواقعياً لموضوعه. وقد يكون من الأنسب أن تسأل عما إذا كان الاستنتاج قابلاً للتكرار، أو ما إذا كان قد تأثر بالتحيز. وينبغي للمرء أيضاً أن ينظر فيما إذا كانت البيانات المستمدة من الدراسات النوعية مدروسة جيداً ومدى ما تمثله من أغلبية كبيرة من البيانات المتاحة.

التصنيف:

معلومات عامة,

آخر تحديث: يوليو 1, 2017