هل تتذكر عندما كُنت طفل صغير وكانت أمّك تحثك على التوقف عن الكذب حتى لا يعتاد مخّك على الكذب وبالتالي تكبر معك الأكاذيب وتتحول إلى شخص كاذب طوال الوقت؟

على ما يبدو فإنّ الأمهات لديهم حق في هذه المسألة وتم إثباتها علميًا مؤخرًا. في دراسة تم نشرها مؤخرًا في أحد المجلات المختصة بالمخ والأعصاب، تم تقديم دليل على أن أدمغتنا تتكيف مع الكذب بنفس الطريقة التي تتكيف بها مع غيرها من الرذائل.

في النهاية، أول سيجارة تكون مثيرة للاشمئزاز لكن جسمك قد يعتاد عليها في نهاية المطاف لدرجة قد تجعل واحد من المدخنين يُشعل 110 سيجارة في وقت واحد. الباحثون في جامعة لندن قاموا بإعداد تجربة لإثبات أنّه بمجرد تعوّد الدماغ على الكذبات الصغيرة يُمكنه أن يتطور تدريجيًا إلى الكذبات الكارثية بدون الشعور بالذنب على الإطلاق.

في هذه الدراسة خضع 80 مشارك لعدّة فحوصات على المخ أثناء تأدية مجموعة من المهام التي تتطلب الكذب للربح الشخصي، وتم إخبار كل مشترك أنّهم يتعاونون مع شريك في غرفة أخرى والاتصال بهم من خلال الحاسوب لتوقُّع عدد البنسات في إناء.

لاختبار الدراسة تم إنشاء ثلاثة نماذج:

  • تم إخبار المشاركين في حالة توقُّع عدد البنسات في الإناء بشكل صحيح أو مقارب للصحيح سيستفيد كلًا من المشارك وشريكه
  • بينما في حالات أخرى عند التوقُّع بشكل صحيح أو مقارب للصحيح يستفيد طرف دون آخر
  • وأخيرًا تم إخبار المشاركين أن التوُّقع الصحيح أو المقارب للصحيح سيفيدهم على حساب الطرف الآخر

وتم عمل قرعة على المشاركين للاشتراك عشوائيًا في أحد النماذج الثلاث بالأعلى.

في النموذج الثالث من الدراسة وُجد أنّ المشاركين كانوا يكذبون في التوقعات كي يتضرر شركاؤهم في التجربة، وبالتالي يحصلون على الفائدة الشخصية بعيدًا عن الآخر، وفي كل مرة من هذه المرات كان مسح المُخ يُظهر نشاط في المنطقة الخاصة بالخوف والعدوانية، ومع تكرار الكذب مرة تلو الأخرى ينخفض التأثير تدريجيًا حتى يختفي تمامًا.

ما معنى هذه الدراسة؟

أنّ أمهاتنا على حق بخصوص الكذب بجميع أنواعه صغيرًا أو كبيرًا، أبيضًا أو أسودًا، في النهاية سيعتاد المخ على الكذب ويفقد الشعور بالذنب.

التصنيف:

حياة,

آخر تحديث: أكتوبر 27, 2016

الوسم: