هل هناك فرصة أن تكون تطبيقات الصحة العقلية تتلاعب بعقولنا بدلاً من علاجها؟

على ما يبدو أنها كذلك حسب دراسة قامت بها ليزا باركر من جامعة سيدني بأستراليا، وفي حديث مع موقع لايف هاكر ألمحت إلى بعض التفاصيل التي نذكرها في التقرير التالي.

أنت وحدك

وجود تطبيقات الصحة العقلية يدل على أنّه بإمكانك أنت والتطبيق معاً أن تتوصلا إلى حل مشاكلك، وخاصةً إذا نصحك به طبيبك المعالج.

لكن الدعم الاجتماعي مهم جداً، حيث يمكنه مساعدتك في تحسين صحتك العقلية، وفي بعض الأحيان قد تحتاج إلى استشارة طبيب مختص أيضاً.

أمّا تطبيقات الصحة العقلية فهي لا تركز على هذين الجانبين، حسب الباحثة ليزا باركر.

وترى ليزا أن تطبيقات الصحة العقلية لا تذكر هذا كثيراً، أي الحصول على الدعم الاجتماعي.

وذلك على الرغم من أنّه في بعض الأحيان تكون المشاكل العقلية لأسباب في حياة المريض لا يمكنه التحكم بها، ويحتاج للدعم الخارجي.

كما أنّك وحدك أيضاً في تحديد أي تطبيق مناسب لك، لكن كيف يمكنك معرفة هذا؟ خاصةً وأن سياسة معظم هذه التطبيقات تشير إلى عدم ضمان نتيجة استخدامها.

على سبيل المثال، يصرّح تطبيق Pacifica: “نحن لا نعطي أي ضمانات حول الدقة أو الاكتمال أو الملائمة [لأي غرض] من نصائحنا”.

أي أن مسئولية استخدام التطبيق تقع بالكامل على المستخدم (المريض)، وهو أمر سيء بالنسبة لشخص يبحث عن المساعدة.

الأنواع المختلفة من مشاكل الصحة العقلية

تمييز المشاكل العقلية

يجب أن تعرف أن جميعنا نُصاب بالإحباط والقلق في وقت ما، لكن في حالة مريض الصحة العقلية فإن القلق والضغوط يمكن أن تؤدي إلى تفاقم الأعراض.

على سبيل المثال، يمكن أن يسبب “الموعد النهائي” لتسليم العمل نوبة فزع للمريض.

لكن هذا لا يعني أن كل شخص يشعر بالقلق من الموعد النهائي لتسليم العمل هو مريض عقلي.

بعض التطبيقات التي قامت ليزا بمراجعتها في هذه الدراسة تصف بعض المشاكل الحياتية اليومية كمشاكل عقلية، مثل الشعور بالتعب أو الإنزعاج.

حتى أن بعضها أشار إلى وجود مشكلة لدى المستخدم إذا لم يكن سعيداً وإيجابياً طوال الوقت.

والبعض الآخر شمل من ضمن المشاكل العقلية أشياء مثل عدم النجاح في بعض مجالات الحياة، مثل المدرسة أو العلاقات.

لكن ليزا تؤكد على أنّه لا شيء من هذا يصل إلى درجة أعراض المرض العقلي، إلّا إذا كان جزء من أعراض أخرى.

على سبيل المثال، إذا كنت مكتئباً لدرجة أنّك لا تود ممارسة عملك، سوف يؤدي هذا إلى تسريحك من العمل.

وتشير ليزا باركر أيضاً إلى أن تركيز تطبيقات الصحة العقلية عن وجود خطورة المرض العقلي باستمرار تزيد من المشاكل.

حيث أن رسالة “سهولة الإصابة بالأمراض العقلية” تعني أن الإنسان هش جداً عقلياً.

لكن لا تقلق، أنت لن تنزلق في الأمراض العقلية فقط لأنك لم تستخدم تطبيق ما.

لا تقضي الكثير من الوقت في دماغك

استمرارية الاستخدام

أي تطبيق موجود حالياً يتم تصميمه ليكون مستمر الاستخدام بعد تحميله من المستخدمين.

وبعض من تطبيقات الصحة العقلية تُجري اختبار على المستخدم لمعرفة ما إذا كان مصاباً بحالة يمكن للتطبيق مساعدته فيها.

وتحذر باركر من هذه الاختبارات، لأنها ستكون مصممة في الغالب لتجعلك تستمر في استخدام التطبيق.

فإذا كنت سليماً وبدون أي مشاكل عقلية، سوف تضيع وقتك في استخدام التطبيق.

أمّا إذا كنت مريضاً فعلاً، أنت تحتاج إلى طبيب عقلي وليس تطبيق لمساعدتك.

التصنيف:

صحة, حياة,

آخر تحديث: يوليو 22, 2018