هل يمكن أن يكون التدخين سبباً في زيادة مشاكل الذاكرة في الكِبر؟ حسب الأبحاث فإن التدخين يزيد من احتمال الإصابة بالخرف ومرض الزهايمر.

حيث توصلت دراسة جديدة أجراها باحثون في مستشفى جامعة سيول الوطنية في كوريا الجنوبية إلى أن هذه المخاطر يمكن أن تحدث، وأن احتمال الإصابة بالخرف يزيد مع المدخنين.

وفي الدارسة تابع الباحثون أكثر من 46,000 رجل تتراوح أعمارهم بين 60 سنة وما فوقها من عام 2006 وحتى عام 2013، ووجدوا أن الرجال الذين لم يدخنوا قط أو الذين أقلعوا عن التدخين كانوا أقل عرضة للإصابة بأمراض الخرف مقارنةً بالمدخنين على مدار الدراسة.

بالمقارنة مع المدخنين، فإن الرجال الذين لم يدخنوا قط كانوا أقل عرضة بنسبة 19 في المائة للإصابة بالخرف بشكل عام، وأقل عرضة بنسبة 18 في المئة للإصابة بمرض الزهايمر على وجه الخصوص.

أما الرجال الذين يدخنون ضمن هذه الفئة، فعندما أقلع الرجال عن التدخين لمدة أربع أعوام – قبل الدراسة – أو أكثر انخفضت نسبة الإصابة بأمراض الخرف بنسبة 14 في المائة بشكل عام، وبنسبة 15 في المئة للإصابة بمرض الزهايمر تحديداً.

جدير بالذكر أن نتائج هذه الدراسة ليست مختلفة عن الأبحاث والدراسات السابقة في نفس الإطار، حيث تشير العديد من الأبحاث السابقة إلى أن التدخين يؤثر سلباً على صحة المخ مع التقدّم في العمر ويزيد من احتمال الإصابة بالخرف.

وتقول الدكتورة هيذر شنايدر – مديرة العمليات الطبية والعلمية في جمعية الزهايمر – في حديث صحفي “إن فكرة أن التدخين يؤثر على صحة المخ ويجعلك في خطر متزايد من التدهور المعرفي وأمراض الخرف هو شيء رأيناه من قبل”.

على سبيل المثال، وجد تحليل كمّي لـ 19 دراسة في السابق أن الأشخاص الذين لم يدخنوا أبداً كانوا أقل عرضة للإصابة بالخرف من أولئك الذين يدخنون بالفعل.

كذلك، وجدت الدراسات أن الإقلاع عن التدخين يمكن أن يساهم في تقليل احتمالات التدهور المعرفي في وقت لاحق من الحياة، وقالت الدكتورة شنايدر “لذا أعتقد أن هذا يؤكد على هذه الرسالة، أن التدخين يؤثر على صحة دماغك على المدى الطويل”.

احتمال الإصابة بالخرف والزهايمر

يجدر بالذكر أيضاً أن التدخين يرتبط بزيادة خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان، وأمراض الرئة، وأمراض القلب، والعديد من الحالات الصحية الأخرى.

وفي حين أن هناك حاجة إلى المزيد من البحوث في هذا المجال، فإن التأثيرات السلبية للتدخين على القلب والأوعية الدموية قد تساعد في تفسير العلاقة بين التدخين وأمراض الخرف.

وأوضحت الدكتورة شنايدر “نرى صلة بين صحة القلب وصحة الدماغ” واستطردت قائلة “إن قلوبنا مسئولة عن ضخ الدم في جميع أنحاء جسمنا، وقد يستخدم دماغنا حوالي 20 إلى 25 في المائة من هذا الدم” حيث يحتاج المخ إلى العناصر المغذية في الدم كي يعمل بشكل سليم.

ويمكن للتدخين أن يضيق الأوعية الدموية ويدمرها، مما قد يحد من تدفق الدم إلى المخ، وبالتالي يحرمه من العناصر الغذائية الأساسية والأكسجين.

كما يثير التدخين أيضاً خطر حدوث جلطات دموية في الدماغ، مما قد يؤدي إلى حدوث السكتات الدماغية، وهذا بدوره يمكن أن يؤدي إلى نوع من أنواع الخرف معروف باسم الخرف الوعائي.

علاوة على ذلك، تسبب المركبات التفاعلية في دخان التبغ إجهاد مؤكسد يمكن أن يؤدي إلى تلف أنسجة المخ.

تغيير نمط الحياة للأفضل

وفقاً لجميعة مرض الزهايمر – في إطار الدراسات على احتمال الإصابة بالخرف – يعد تجنب دخان التبغ أحد الخطوات العديدة التي يمكن أن يتخذها الناس لخفض احتمال الإصابة بالخرف في وقت لاحق من الحياة.

وقالت الدكتورة شنايدر “إذا لم تدخن بعد، ربما يكون من الأفضل لصحة دماغك أن لا تفعل، وإذا كنت تدخن بالفعل، فإن إيقاف هذا السلوك مفيد”.

كما أشارت إلى أن الحصول على القسط الكافي من النوم مهم أيضاً، وتناول الوجبات الغذائية المغذية، والاختلاط مع الآخرين، وأن يبقى الفرد نشيط بدنياً وعقلياً.

اقرأ أيضاً:

التصنيف:

صحة, حياة,

آخر تحديث: نوفمبر 25, 2019