في عام 1991 كانت بريتا فورتسون من جاكسونفيل بولاية فلوريدا تستعد للتخرج من المدرسة الثانوية عندما لاحظت أن الرؤية في عينها اليمنى أصبحت ضبابية. كانت وقتها تبلغ 18 عام فقط، وقالت أنها حددت موعد مع أحد مراكز العيون في ولايتها.

حصلت بريتا على عدسات لاصقة لتصحيح رؤيتها لكنّها تفاجئت عندما لم يحدث أي تغيير، قامت بعدها بمراسلة طبيب العيون الذي يتابع حالتها والذي تفاجئ عندما رأى شيء غير عادي على العصب البصري أثناء الفحص، حيث كان أحد أعراض سرطان الجلد في العين.

تقول بريتا “أرسلني طبيب العيون مباشرة إلى طبيب أورام، وكان يعرف وقتها أنّه سرطان”.

تم تشخيص حالتها بالإصابة بسرطان الجلد في العين، وهو سرطان نادر وقاتل يحدث بنسبة 5% فقط من جميع مرضى سرطان الجلد.

هز التشخيص كلاً من بريتا وعائلتها وتغيرت خططها الرامية إلى الذهاب للكلية والدراسة الأكاديمية، وبدلاً من ذلك ذهبت إلى كلية مجتمعية بينما كانت تنتظر العلاج.

تقول بريتا “أراد الطبيب استئصال عيني، لكن والدتي كانت تصر على عدم فعل ذلك، ثم وجدت مستشفى في فلادلفيا يقوم بالعلاج المشع بدلاً من ذلك، مما سمح لي بالإبقاء على عيني، لكني كنت قد خسرت الرؤية بالفعل”.

وتوضّح بريتا أن العلاج كان فعالاً وبعد إجراء المزيد من الاختبارات حصلت على فاتورة صحية وسُمح لها بالذهاب إلى جامعة ولاية فلوريدا كما كان مقرراً لها في الأصل.

خلال السنوات التي تلت هذه الحادثة تزوجت بريتا وأنجبت طفلين وأصبحت طبيبة تخاطب في دار التمريض، كما قررت ملاحقة موهبتها في الغناء، وأصبحت تشارك في منافسات العدو.

تقول بريتا “بعد أن وصلت إلى خمس سنوات بدون سرطان، لم أخاف حقاً من عودته”.

أعراض سرطان الجلد في العين

الرؤية الضبابية – أحد أعراض سرطان الجلد في العين

عودة الخبيث

في عام 2015 ومع بلوغها 42 سنة، أثناء الفحص الروتيني السنوي ظهرت علامات غير حميدة حيث كانت إنزيمات الكبد مرتفعة، لذلك أمر الطبيب بالموجات فوق الصوتية.

بعد عمل الموجات، طلب الطبيب أن تأتي هي وزوجها لاستلام النتائج وأدركت بريتا – حسب روايتها – أن هناك شيء ما خاطئ.

تقول بريتا “لم أكن أعتقد أنه من الممكن أن يكون سرطان الجلد في العين قد عاد في الكبد من بين جميع الأماكن التي يمكن أن يعود من خلالها” لكن هذا الأمر علمياً غير مفاجئ، حيث ينتشر سرطان الجلد العيني إلى مناطق أخرى في الجسم وفي 50% من الحالات تحدث الإصابة في الكبد.

نصحتها شقيقتها بالذهاب إلى مركز أندرسون الطبي لعلاج السرطان في هيوستن تكساس، وبدأ العلاج مع العلاج المناعي وقد حدث أن استجابت للعلاج وهو أمر نادر حدوثه في مثل هذه الحالات.

واصلت بريتا العلاج لمدة عامين قبل التوقف عنه عندما بدأت الأورام بالتوقف عن الانكماش، وخضعت لاستئصال الكبد وخزعة الورم وكانت النتائج جيدة فلم يعد هناك وجود للسرطان.

اليوم تعيش بريتا فورتسون حياتها وكأنّ كل يوم هو الأخير حيث تقول “أتدرب للمارثون حالياً، وأسافر، وقائمتي مستمرة”.

أسباب الأورام الميلانينية في العين غامضة، ولا يوجد تدابير وقائية ثبت صحتها حتى الآن، لكن يوصي الخبراء بتقليل التعرض للأشعة فوق البنفسجية عبر ارتداء النظارات الشمسية بالنهار.

التصنيف:

حياة,

آخر تحديث: أكتوبر 13, 2019

الوسم: