منذ ظهور وباء فيروس كورونا، كان الناس يسعون جاهدين لفهم ما يعرضهم للخطر. وعندما بدأت الدراسات في الظهور على السطح تشير إلى أن فصيلة الدم وفيروس Covid-19 قد يكونان متشابكين، جذب هذا الارتباط الانتباه الفوري.

يقول مايبيندر سيخون، طبيب العناية المركزة في مستشفى فانكوفر العام «هناك سؤالان» أحدهما هو القابلية للإصابة بـ SARS-CoV-2 والآخر هو الإصابة بفيروس Covid-19 الشديد.

وفي يوم الأربعاء، تم إصدار دراستين في مجلة Blood Advances تتناول كل منهما.

تشير الدراسة الأولى إلى أن الأشخاص الذين لديهم فصيلة الدم O قد يكونون أقل عرضة للإصابة بـ Covid-19. ويعتمد ذلك على تحليل 473,634 شخصًا تم اختبارهم لـ Covid-19، ومجموعة مراقبة تضم حوالي 2.2 مليون شخص.

ومن بين هؤلاء، كان 38.4 في المائة من الأشخاص المصابين بـ Covid-19 لديهم دم من النوع O، وهو أقل بكثير من 41.7 في المائة من الأشخاص في المجموعة الذين لديهم فصيلة الدم هذه وهي نتيجة تشير إلى أنهم قد يكونون أقل عرضة للاختبار الإيجابي.

ويشير مايكل بارنكوب، المؤلف الأول للدراسة والطبيب في مستشفى جامعة أودنسي، إلى أن الأشخاص من فصيلة الدم O ليسوا محصنين ضد الفيروس بأي شكل من الأشكال. لكنه يضيف أن الدراسة توضح ما إذا كانت فصيلة الدم تؤثر على من قد يصابون بالمرض في المقام الأول.

وقال في حديث مع وسائل الإعلام «هذه ليست اختلافات كبيرة في المخاطر ، لكنها تشير إلى وجود بعض البيولوجيا المثيرة للاهتمام» وأضاف «وبشيء من الثقة يمكننا الآن أن نقول إن فصيلة الدم لا تؤثر على فرصتك في الإصابة بالفيروس، ولكن ليس أنها تؤثر على شدة المرض بعد الإصابة».

وهنا يأتي دور الورقة الثانية، التي شارك في تأليفها سيخون.

يظهر هذا البحث أن فصيلة الدم مرتبطة بأشكال أكثر خطورة من Covid-19. وتركز الورقة على 95 حالة حرجة مصابين بفيروس كورونا. ويشير إلى أن حوالي 84 في المائة ممن لديهم دم من النوع A أو B يحتاجون إلى أجهزة التنفس الصناعي لمكافحة المرض.

وفقط 61 في المائة من الأشخاص الذين لديهم فصيلة الدم O انتهى بهم الأمر على أجهزة التنفس الصناعي. أمّا الأشخاص ممن لديهم دم من النوع O أو B ظلوا أيضًا في وحدة العناية المركزة لمدة تسعة أيام فقط، مقارنةً بالأشخاص الذين يحملون فصيلة الدم A، والذين مكثوا في المتوسط 13.5 يوم.

وهناك دراسات أخرى تعقد الصورة، وتشير إلى عدم وجود علاقة بين نتيجة المرض وفصيلة الدم (مثل هذه الورقة التي أعدها العلماء في مستشفى ماساتشوستس العام).

هل يؤثر نوع دمك على خطر الإصابة بـ COVID-19؟ العلماء لديهم إجابات مبكرة 1

نوع الدم والإصابة بـ Covid-19

لم تكن ورقة بارنكوب هي الوحيدة التي تشير إلى وجود صلة بين فصيلة الدم وقلة التعرض لـ Covid-19. كما وجدت مراجعة نُشرت في يوليو أن فصيلة الدم O مرتبطة بانخفاض احتمالية الإصابة بالعدوى.

ولا يمكن للدراسة الجديدة أن تشرح سبب حدوث ذلك، لكن لدى بارنكوب بعض الأفكار العملية التي تنبثق جميعها عن بنية الدم نفسها.

يتكون الدم من جزأين: البلازما (مادة صفراء مليئة بالبروتينات مثل الأجسام المضادة) وخلايا الدم الحمراء.

خلايا الدم، مثل الخلايا التي تشكل الأنسجة الأخرى في الجسم، مغطاة بعلامات سطحية. هذه الواسمات السطحية عبارة عن سكريات تختلف في التركيب حسب نوع الدم لديك.

ذو صلة أيضًا » أسباب قرص الناموس: فصيلة الدم قد تكون السبب

على سبيل المثال، شخص ما لديه دم من النوع A سيكون له جزيء سكر مختلف قليلاً في خلايا دمه مقارنة بشخص لديه دم من النوع B. وتشير الرسالة إلى وجود جزيئات السكر: الأشخاص الذين لديهم فصيلة الدم AB لديهم كلاهما، بينما الأشخاص المصابون بـ O ليس لديهم أي منهما.

يمكن للناس أيضًا أن يكون لديهم بروتين سطحي على خلايا الدم يسمى عامل الريسوس. تشير الإيجابيات والسلبيات التي تظهر على فصيلة الدم إلى وجود بروتين الريسوس.

ضع كل هذه الأشياء معًا وينتهي بك الأمر مع ثمانية أنواع مختلفة من الدم: A+ A- B+ B- O+ O- AB+ AB-.

ولأخذ خطوة إلى الأمام، هناك أيضًا أجسام مضادة موجودة في جزء البلازما من دم كل شخص.

وسيكون لدى الشخص الذي يحمل فصيلة الدم A أجسامًا مضادة لـ B في البلازما: وهي الأجسام المضادة الحساسة لفصيلة الدم غير المتوافقة. ولا يحتوي الدم من النوع O على سكريات من النمط A أو B على خلايا الدم الحمراء، ولكنه يحتوي على أجسام مضادة لـ A و B في البلازما.

هل يؤثر نوع دمك على خطر الإصابة بـ COVID-19؟ العلماء لديهم إجابات مبكرة 2

يقترح بارنكوب أن فيروس كورونا قد يتفاعل بشكل مختلف مع عوامل السطح والأجسام المضادة الموجودة في فصيلة دم كل شخص.

ويشرح قائلاً: «إذا تم تكوين جزيئات الفيروس في فصيلة الدم A، فإن جسيم الفيروس هذا يكون مغطى بالسكريات من النوع A» ويضيف «إذا أصاب جسيم الفيروس هذا فردًا من النوع O، فسيكون لديه أجسام مضادة ضد السكريات A و B، وستكون أقل عرضة للإصابة بالعدوى».

هذه مجرد نظرية واحدة. يقترح بارنكوب أيضًا أن الفيروس قد يكون ببساطة أفضل في الارتباط بأسطح الخلايا مع سكريات من النوع A والنوع B عليها.

ويقول أنجيليكو ميندي، الأستاذ في كلية الطب بجامعة سينسيناتي، إن نظرية أخرى تستحق الاستكشاف في الأبحاث المستقبلية أيضًا. من المحتمل أن الأجسام المضادة لـ A (النوع الموجود في فصائل الدم غير A) قد تمنع فيروس كورونا من الارتباط بالخلايا في المقام الأول.

ولكن إذا كان الأمر كذلك، فإن العلماء يتوقعون أيضًا أن يروا الحماية لدى الأشخاص من النوع B وكذلك النوع O، وهو أمر لم يوثق بوضوح كما لاحظ.

التصنيف:

صحة,

آخر تحديث: أكتوبر 15, 2020

الوسم: