إن الارتباط بالأشخاص المناسبين يمكن أن يكون الفارق بين السعادة والبؤس. جيم رون

الآخرون لهم تأثير على الطريقة التي نعيش بها حياتنا سواء أعجبنا ذلك أم لم يعجبنا. اختيار الأصدقاء والأشخاص المقربون بحكمة يعزز العلاقات الإيجابية والصحية.

الحياة ليست للأبد ونحن في هذه الدنيا لنعيش وقت محدود لذا يجب أن تكون ذات معنى، وأحد الطرق لذلك هو عن طريق الابتعاد عن أي شخصيات مضرة يمكن أن تؤثر بالسلب على حياتنا.

الأشخاص المضرين مثل المأكولات السريعة يقتلونك ببطء

السجائر والمخدرات يمكن أن تقتلك بسرعة، لكن الأشخاص المضرين هم أشبه بالمشروبات الغازية والمأكولات السريعة، عند شربها لا تسبب لك ضرر فوري ولا ينبغي أن تقتلك على المدى القريب.

لكن إذا كنت تشرب المشروبات الغازية كل يوم قد تلاحظ الآثار السلبية على صحتك على المدى البعيد، ومنها مثلاً هشاشة العظام.

بنفس الكيفية، الأشخاص المضرون يستنزفون حيويتك ببطء، وكلما أضعت المزيد من الطاقة عليهم، كلما شعرت بالفراغ والضغوط.

كما أن بعضهم يمكنه خلق قوة سلبية كبيرة في حياتك، وحتى تحويلك إلى شخص مضر بالتبعية دون أن تدري.

خذ مثال على ذلك شرب الكولا، تشعر بسعادة مؤقتة لكنها قد تسبب الأمراض مثل السكري أو السمنة أو الاثنين معاً! ونفس الأمر مع الشخص المضر قد تشعر معه بأن الأمور على ما يرام في البداية، لكن مع مرور الوقت ستشعر بالتعب والضغوط والآثار السلبية.

5 أنواع شخصيات مضرة يجب التخلص منهم

في البداية يجب التأكيد على أنّه لا أحد يبدأ العلاقة وهو يعلم أنها ستنزف طاقته وسعادته، وفي بعض الأحيان قدرته على الإنتاج، فإذا لم تكن تختار الأشخاص الذين يحيطوك بدقة، سيجد هذا النوع المضر من الناس طريقه إلى حياتك، ويستنزفون طاقتك بشكل كبير دون أن تدري.

نحن نواجه هذا النوع من الأشخاص طوال الوقت، وربما في بعض الأحيان كنّا نحن من هذا النوع، لكن حان الوقت للتخلص منهم بشكل دائم.

1. مروّج الإشاعات

مروّج الإشاعات هو قوة سلبية في أي مكان، فهو يجعلك تشعر وكأنّه يعطيك معلومات حساسة، لكن في نهاية الأمر ما حديثه إلا مقتطفات من محادثات عن الآخرين.

عندما يريد شخص ما بدء حديث ما عن شخص آخر خلف ظهره، يمكن القول أنّه من النوع الضار. مثل هذه المحادثات لن تضيف أي قيمة لحياتك، ويجب أن تعلم أنّه كما يتحدث هذا الشخص معك عن أشخاص آخرين، فإنه سيتحدث عنك أيضاً مع شخص آخر.

في العمل مثلاً، يمكن أن نجد هذا الشخص أثناء وقت الاستراحة حيث يقترب منك ويتحدث بشكل سيء عن زميل لكما في العمل، ومن المتوقع أن يحدث هذا مراراً وتكراراً.

مجرد أن يراك الناس مع هذا الشخص، سيعتبرون أنّك مروّج إشاعات مثله وقد يتجنبوك، وبالتالي قد يقع هذا بالضرر عليك في العمل أو في فرص خلق علاقات جديدة صحية.

إذا كنت تفكر جيداً فيما تحصل عليه من فائدة من هذه المحادثة، لن تجد شيء يفيد بأي شكل من الأشكال.

2. المتلاعب

المتلاعب هو شخص يعرف ما يريده بالضبط، وسوف يستخدمك للحصول على مراده. هو لا يهتم بأفكارك أو مشاعرك، وكلما قضيت المزيد من الوقت معه، كلما فقدت القدرة على التحكم بحياتك.

ابقى مع هذا الشخص لفترة طويلة، وسوف ينتهي بك الأمر وأنت تفعل كل ما يريده هو، وليس ما ترغب أنت فيه.

معظمنا لا يتصرف بدون غرض، لكن المتلاعب يكون عازم على تحقيق مراده على حساب جميع من حوله، ويمكن له أن يتخذ عدة أشكال، لكن الشكل الأبرز هو عن طريق إظهار نفسه في دور “الضحية” دائماً.

على سبيل المثال، لدي صديق زوجته من هذا النوع، وكلما حاول أن يخرج معنا تتصنع المرض أو تدعي أن أحد الأطفال مريض ويحتاج للطبيب، ولأنّه طيب القلب يظل جالساً بجانبها في المنزل، لكن هذه ليست طيبة أبداً.

3. القاضي

الكثير من الثقافات تدور حول فكرة العار، وشخصية القاضي تستفيد من عدم ارتياحنا مع فكرة العار لسرقة طاقاتنا. بغض النظر عن ما تقوله أو تفكر به أو تفعله، فإن القاضي سيكون دائماً لديه بعض الانتقادات.

القاضي لا يحاول أبداً أن يضع نفسه مكانك، اهتمامه الوحيد هو ما فعلته أو لم تفعله، وكلما قضيت المزيد من الوقت معه كلما زاد من اكتئابك.

هذا الشخص لا يمكن أن تجعله سعيد من تجاهك أبداً، وكلما تعاملت معه كلما تلقيت اللوم على أي شيء تفعله.

تذكر أنّك لن تُرضي الناس جميعاً مهما حدث، لذا افعل ما تحب مع من تحب ولا تعطي أي اهتمام لرأي أي شخص حولك، وإن وجدت شخص ما يوجه اللوم إليك باستمرار ما عليك إلا الابتعاد عنه نهائياً.

4. المُغالِ “الأوفر”

هذا هو الشخص المُبالغ أو الأوفر باللغة العامية، وهو الذي لا يعرف البساطة ويجعل من كل شيء صغير موضوع كبير. غالباً ما يقول هذا الشخص أشياء مثل “أنت لا تفعل أبداً…” أو “لقد كنت دائماً…” كما أنه لا يحاول التفكير في الخطوات التي اتخذتها لإصلاح مشكلة ما، أو حتى النظر إلى حجمها.

قم بخطأ واحد أمام هذا الشخص، واستعد لتلقي أقصى عتاب على ما فعلته، بالنسبة لهذا الشخص أي شيء خاطئ قد يعني نهاية العالم!

مثال على هذا الشخص في العمل: تخيل أنك في فريق وتخططون لعرض تقديمي كبير، وتم تعيينك للعمل على جزء من هذا العرض، لكن بعد ذلك دخل أحد أفراد عائلتك إلى المستشفى واضطررت للذهاب، وبالتالي فات موعد الجزء الخاص بك من العرض التقديمي، لكن العرض ككل مازال عليه أسبوع لتقديمه.

أغلب الأشخاص -الطبيعيون- سيتفهم هذه الظروف الصعبة، وعدد منهم قد يحاول مساعدتك في الجزء الخاص من العرض، كما أن البعض الآخر قد يكون مرناً بحيث يعطيك الجزء الخاص به من العرض التقديمي وليكن في موعد متأخر مثلاً، مقابل أن يقوم هو بالجزء الخاص بك.

لكن الشخص المبالغ لن يفعل هذا أبداً، أو حتى يفكر في ظروفك. كل ما سيقوم به هو تعنيفك وإلقاء اللوم عليك وأنّك لست على قدر المسؤولية.

مقالات أخرى من اختيار المُحرر:

التصنيف:

حياة,

آخر تحديث: أكتوبر 13, 2019